يا ليت لنا محاربة الرشوة و حماية المال العام

admin
سياسة
admin13 يونيو 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات
يا ليت لنا محاربة الرشوة و حماية المال العام

بقلم الناشط الحقوقي:رشيد هيلال
كثر الحديث هذه الفترة وما قبل عن اكتشاف حالات فساد مزمنة تورط فيها بعض السياسيين المخضرمين الذين كانوا يصولون ويجولون وينهشون بلحم الوطن والمواطن حتى بات لحم أكتافهم كسنام الجمل تنامى بالحرام واستعرض بالحرام. ليس جديدا ابدا أن تكتشف حالات فساد، فالفاسدون والمفسدون واللصوص والمختلسون أصبحوا معروفين لدى جمهور المغاربة.

فيا ليت لنا التوقف عن الفساد وعن الرشوة، نعم عن الفساد الإداري الذي يقوم على تسخير السلطة لخدمة أهداف شخصية، عن الفساد السياسي وما يتبعه من تزوير وتزييف لإرادة الجماهير، وعن الفساد المالي ونهب المال العام، و عن التهرب الضريبي وتهريب الأموال خارج حدود الوطن.

إن الغدر والمكر والخداع والتحايل صارت من الأمور المباحة بل المحببة في قاموس السياسة المغربية وحياة السياسيين وأصبح النفاق أمرا مستساغا بل صار عادة وتقليدا متبعا في حياة الناس.

إن السياسيين في هذا العصر يسيرون وفق رؤى وفلسفة ومصطلحات السياسة وينظرون إلى بعض رموز السياسة بقداسة وغلو مفرط ويعتبرون بعض قواعد اللعبة السياسية قواعد ثابتة وذات بال وهذا من كوارث السياسة وأخطاء بل خطيئات السياسيين التي أورثت الأمة خبالا ووعيا مزيفا وواقعا هزيلا ومهترئا وتابعا لكل ناعق ومتسلط. إن الطغيان سلوك محرم والركون إلى الظالم عمل محظور لكن ما أكثر الطغاة وما أكثر من يركنون إليهم ويصفقون لهم ويتوددون إليهم طلبا للزلفى وطمعا في القربى.

تاجروا بالوطن وحصدوا خيراته لجيوبهم، التي أصبحت مثقلة بأموال الشعب التي استباحوها عبر حملات النهش الوطني والنهب المنظم بقوة المنصب والولاءات المزيفة والنجومية الاستلقائية ولكن الجديد في الأمر هو أن هناك آلاف الحالات من الفساد الخبيث المزمن، تكتشف يوما بعد يوم. ويبقى مرتكبوها طليقين أحرارا وكأنهم فعلوها غير آبهين سائلين مكترثين او نادمين! لا يشعرون بجوع الفقراء وبؤس المساكين ومحور الفريضة في غايتها وأسمى معانيها هو قضية الفقر والفقراء فقط أن تشعر بهم وتتألم مثلهم، فما بالك بمن يسرقهم ويستنزفهم ويستغلهم ويستولي على قوتهم وقوت أولادهم. ضاربين في أعماق الإنسانية.

فعندما ينتشر الفساد تتفاقم مشاكل البطالة ويتبعها الفقر، وعندما تغيب الشفافية ويكثر المفسدون تزداد مديونيات الدول وتتوقف خطط التنمية وينهار الاقتصاد.

أعتقد أن الفساد لا يمكن أن يجتث ويزول بمجرد الإعلان عن اكتشاف حالة أو حالتين وتطوي الصفحات بعدها، ولا يمكن القضاء عليه عبر خطط وبرامج التي لا تقدم ولا تؤخر شيئا، إنما يتم القضاء على الفساد، من خلال شن حملة شرسة ضد الفساد والمفسدين ومعاقبة اللصوص أيا من كانوا كبارا وصغارا، سياسيين نافذين أو متعهدين. محترفين أو مبتدئين. نجوما أو مغمورين. والإعلان عن أسماء المفسدين وفضحهم أمام الشعب حتى لا يتمكن مثل هؤلاء من اقتراف النصب والاحتيال من خلال شعاراتهم الزائفة ووطنيتهم التجارية وأسمائهم اللامعة التي تحتل الشاشات اليومية. وحتى يصبح المغرب نظيفا خاليا نقيا من جراذين المال العام، وآكلي لحوم الأيتام والفقراء و المساكين، حينها سيحاسب كل من تسول له نفسه “سرقة المال العام” ألف حساب قبل أن يقدم على فعلته.

كم هو ظلم أن يحاول مسؤول رفيع المستوى يدعي الطهارة والعفة، سرقة ملايين الدراهم في الوقت الذي يصطف فيه عشرات الآف العاطلين عن العمل في طوابير طويلة بانتظار لقمة العيش. فهل وجد المغرب ليعيش “المسؤول” و”المعالي” و”السعادة” في جنات النعيم ويموت الآخرون من الجوع. إن الوضع الاقتصادي الصعب والمديونية الكبيرة التي يعاني منها المغرب لم تنتج بفعل حصار او حرب بل نتجت فعليا عن السرقات المنظمة التي كان يرتكبها المؤتمنون على حال البلد. من هنا إنني أدعو كل المخلصين – وهم قلائل – ، أدعوهم للوقوف معا وللتكتل، من أجل رفعة المغرب وإخراجه من المأزق الاقتصادي والتصدي لكل الخبثاء والمفسدين. وعندما نعلم أن فاتورة الفساد تكلف المغرب مليارات الدراهم سنويا، وعندما نعلم أن حجم الأموال المهربة للخارج عشرات المليارات، وعندما نعلم أن الفساد يستنزف كذا مليارات الدراهم سنويا من اقتصاد المغرب وذلك باعتراف المجلس الأعلى للحسابات ، ونرى بعد ذلك بعض المواطنين يبحثون عن الطعام في القمامة فعن أي وطنية يتحدث هؤلاء الساسة؟

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة