الحلم المغاربي .. إلى متى !؟

admin
اخبار
admin22 ديسمبر 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات
الحلم المغاربي .. إلى متى !؟

اتحاد إقليمي كبير يجمع المغرب موريتانيا الجزائر ليبيا و تونس، اتحاد اقتصادي يمكن أن يحقق اكتفاء ذاتي لجميع هذه الدول الخمس، شراكات أمنية و عسكرية تضمن الأمن والأمان والاستقرار الطويل بالمنطقة كلها، إتحاد يضمن السعادة و الازدهار و الرخاء لجميع المواطنين بدون استثناء، حلم طال لعقود و لم يتم تحقيقه إلى اليوم !!!
ترجع فكرة إنشاء الإتحاد الى فترة ما قبل الاستقلال و يُرجع بعض المؤرخين تاريخ طرح الفكرة إلى سنة 1958 و بالضبط خلال انعقاد مؤتمر الأحزاب المغربية الذي انعقد بمدينة طنجة و الذي ضم كل من حزب الاستقلال المغربي و جبهة التحرير الوطني الجزائرية و حزب الإتحاد الدستوري التونسي انذاك ، بعدها تم إنشاء اللجنة الاستشارية للمغرب العربي سنة 1964 وعرفت إجراء بعض الاتفاقيات التجارية و الاقتصادية لم ترقى إلى المطلوب دامت الى غاية سنة 1988 حين اجتمع قادة الدول الخمس بمدينة زرالدة الجزائرية بمشاركة المغفور له الملك الحسن التاني حيث أجمعوا على ضرورة خلق إتحاد مغاربي بشكل رسمي، وذلك ما تم فعليا بتاريخ 17 فبراير من سنة 1989 بمدينة مراكش بالمملكة المغربية حيث تم وضع الحجر الأساس لإنشاء اتحاد المغرب العربي بمشاركة دول كل من المغرب و الجزائر و تونس و ليبيا و موريتانيا و تم وضع الأهداف و الإتفاق على إنشاء الهياكل التي سوف تعمل على تحقيق التوافق بين الدول الأعضاء و أحداث الشراكات و التعاون الدبلوماسي و الثقافي و الاجتماعي و الاقتصادي فيما بينها و تحقيق الأهم وهو ضمان الأمن و الاستقرار و الحفاظ على الوحدة و استقلال الدول الأعضاء.
أهداف جعلت شعوب المنطقة ياملون في مستقبل قريب مشرق و رسمت لنا طريق الازدهار و الرخاء لنا ولاجيال مستقبلية و اوهمتنا بامكانية تحقيق الحلم الذي وللأسف الشديد بقي حبراً على ورق منذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا، وذلك بسبب مشاكل سياسية عديدة بين أنظمة هذه الدول وكان أكبرها قضية الصحراء المغربية و وحدة المملكة الترابية و تدخل النظام الجزائري في ذلك بدعمه الرسمي للميليشيات الإرهابية و احتضانه لها فوق أراضيه و إعلان موقفه الرسمي المؤيد لاطروحتها الانفصالية و عمله المتواصل على تقسيم الأراضي الجنوبية للمملكه و زعزعة استقرارها على عكس ما تم الاتفاق عليه في مشروع إنشاء الإتحاد المغاربي، ما حال دون اكتمال مشوار تحقيق حلم الوحدة بل بالعكس من ذلك عمل هذا النظام الجزائري على احداث الشرخ و توسيع التصدع بين الشعوب المغاربية كذلك خدمة لمصالحه التوسعية بالمنطقة شرقا و غربا، ليتوقف الحلم الذي طالما سعينا الى تحقيقه لازيد من تلاثين سنة.
ليبقى السؤال مطروحا: هل سيبقى هذا المشروع على الرفوف و يصبح في خبر كان !؟ أم اننا سنشهد يوما تحقيق هذا الحلم !؟ أم أن الحلم سوف يمتد إلى الأجيال القادمة لتحققه !؟ بين هذا وذاك يبقى حاليا حلم مع وقف التنفيذ.

عبدالصمد لمزوق

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة