لا لإزدواجية المواقف
مقولة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في إحدى خطبه التي طلب خلالها اتخاذ القرار بأن تكون مغربي أو لا تكون ، لكي تناضل من أجل وطنك المغرب و قضاياه وأن تسخر قدراتك و وطنيتك لخدمة بلدك و شعبك،
و الآن نحن نعيش مرحلة جديدة، جعلت الدبلوماسية المغربية من هذه العبارة شعارا لها لتخاطب به كل الحكومات و الدول التي تلعب على الحبلين، و تستخدم سياسة الازدواجية في تعاملها مع المغرب فيما يخص قضيتنا الوطنية، قضية الصحراء المغربية و بذلك وجب تحديد المواقف في ما يخص هذا الملف الذي يعرف فيه المغرب تقدما كبيرا بفضل سياسة الواقع التي يفرضها على كل المستويات .،
أولا المغرب في صحرائه و جعل من أقاليمه الجنوبية نموذجا تنمويا يحتدى به على المستوى القاري و أصبحت قبلة للاستثمارات الوطنية و الدولية بفضل البنيات التحتية المتطورة التي أصبحت تتوفر عليها المنطقة و المناخ العام الذي توفره الدولة لربط جنوب المملكة بشمالها و لتجعل من الجنوب المغربي معبرا حضاري و اقتصادي بمعاييردولية متطورة نحو دول افريقيا ، دون الحديث عن التطور الذي تشهده الأقاليم الجنوبية على المستوى الإجتماعي و الثقافي و كذلك مجال حقوق الإنسان بشهادة و اعتراف منظمات دولية عبر تقاريرها و زياراتها الميدانية و اتصالها المباشر بالجمعيات الحقوقية و المجتمع المدني بالصحراء المغربية.
ثانيا التدخل العسكري السلمي للقوات المسلحة الملكية المغربية لفك الحصار الذي فرضه مرتزقة البوليزاريو بالمنطقة المعزولة السلاح بين معبري الكركارات الحدودي المغربي و النقطة الحدودية الموريتانية والذي نجح من خلاله في فرض الأمن و الإستقرار بهذه المنطقة و يسّر حركة المرور للعربات و الشاحنات التجارية التي عانت من التوقف خلال أسابيع طويلة قبل التذخل العسكري للقوات المسلحة الملكية المغربية الذي لقي تأييدا و ترحيبا دوليا شمل أيضا منظمة الأمم المتحدة كما جاء على لسان امينها العام. بالإضافة إلى الزخم الدبلوماسي الذي تعيشه المنطقة و فتح ما يزيد عن 29 قنصلية و تمثيلية دبلوماسية إفريقية و عربية في كل من العيون و الداخلة ، و تلاها الإعتراف الأمريكي المباشر بمغربية الصحراء و النية في فتح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة ستعمل على استقطاب و تسهيل الاستثمارات بالجنوب المغربي الأمر الذي لم يستصغه أعداء المملكة و وحدتها الترابية فبدأت من جديد محاولاتهم الفاشلة في نزع هذه الاعترافات و المساندات القارية و الدولية للمغرب ولمشروعه الواقعي المبني على حل الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية تحت راية وطنية و قيادة سامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده.
فجاء قرار وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي اليوم وقف كل أشكال التعامل و الإتصال مع سفارة ألمانيا بالمغرب كرد قوي و شجاع على المضايقات الأخيرة للوبيات داخل البرلمان الألماني تحاول الضغط على الحكومة لإيجاد مخرج للأزمة التي يعيشها البوليزاريو و حاضنته الجزائر عقب الانكسارات المتوالية و رغبة منهم في إيجاد دعم أوروبي يمكنهم من قلب الموازين لصالحهم كمحاولة أخيرة منهم قبل الردوخ للأمر الواقع و الاستفاقة من وهم صناعة دويلة بالصحراء المغربية.
فيجب على الحكومة الألمانية الآن على غرار جاراتها الأوروبية إتخاذ موقف صريح و شجاع و تحديد سياسة واضحة تمكنهم من الاستمرارية مع المغرب في شراكتهم الإستراتيجية المبنية على تاريخ عميق ومصالح مشتركة و لوضع حد لهذه القضية المزعومة داخل التراب الجزائري.
بقلم عبد الصمد لمزوق
المصدر : https://assadaassiassi.com/?p=1397
عذراً التعليقات مغلقة