نبذة عن حياة عاملات القطاع الفلاحي الموسمي

admin
وجهة نظر
admin17 نوفمبر 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات
نبذة عن حياة عاملات القطاع الفلاحي الموسمي

جرت العادة أن نسلط الضوء على مواضيع متفشية ، لكن موضوع عاملات الفراولة بالمغرب قد نال أقل من حجمه بين المواضيع ، فهن نساء يحملن عبئ أسرة كاملة ، هن من أثقلهن الظهر مليا ، هن اللواتي أخد الفقر والقهر منهن الإبتسامة والحياة والمتعة.

اليد العاملة النسوية يخرجن من بيوتهن مع بزوغ الصبح يرتدين ثيابا رثة ونعلا باليا عازمات أن يظفرن بدريهمات من خمسين إلى سبعين درهما في اليوم ، بالكاد لا تستطيع حتى تلبية حاجيات يوم أو يومين كحد أقصى ، لتظل العاملة يوما كاملا بين الضيعات الفلاحية في حالة مزرية وٱنتهاك كلي لأبسط الحقوق حتى الحق في الإستراحة والأكل كان وجيزا ناهيك عن تعرضها المستمر للتحرش والإبتزاز والإغتصاب في بعض الأحيان .

أما عن نقل المستخدمات فأقل ما يمكن أن يقال عنه أنه كارثيا، نجد عددا كبيرا من النساء مزدحمات في السيارة المخصصة لنقلهن وكأنهن قطيع من الماشية ، بحيث كشفت عن شهادات صادمة من بعض العاملات، وتقول إحداهن أنهن مجبورات على تقبل الوضع، راضخات للمر والسب والشتم والمعاملة الدنيئة لأرباب العمل، يشتغلون أكثر من الساعات القانونية وبمبالغ هزيلة لا تظاهي حتى ساعة واحدة من شقاء هذه المهنة الإضطرارية، فلقمة العيش صعبة جدا حسب ما أوردته النساء .

ومن جهة أخرى فالعاملات لا يتوفرن لا على تغطية صحية ولا على صندوق الضمان الاجتماعي، فيشتغلن في السواد مهددات في كل دقيقة بالطرد التعسفي بلا درهم واحد كتعويض عن الضرر، فالأزمة المادية ترخي بظلالها على أسرهن وٱنتصر الفقر على حقوقهن المشروعة والمهضومة، لأن أغلب النساء أميات لا يعرفن للمطالبة بحقهن طريقا.

الجانب المظلم والمسكوت عنه في بلادنا أصبح لاذعا فكيف يعقل أن تظل المرآة أسيرة مغتصبة في الحقول، ومتى سترفع الإنتهاكات المبتذلة. والأوضاع القاتمة سارية لا من سميع ولا رقيب ، وكذا قضية الأجور التي عرت ما هو مسكوت عنه مند زمن ليس بالقصير ومتى سيظل أرباب العمل شاحتين ماديا، وهل ستتدخل الوزارة الوصية وكذا فعاليات المجتمع المدني ليصيحوا كفى من العبثية والإستغلال في واضح النهار، فحقوق المرآة سارية على الجميع وليس لذوي المناصب فحسب.

بقلم خولة شكراني

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة