تعيش الأوساط السياسية لإسبانيا اليوم الأول لفصل الصيف على صفيح ساخن، سببه مبادرة اعتبرت بالمجازفة بمستقبل الحكومة الإسبانية حيت أقدم اليوم رئيس حكومتها بيدرو سانشيز على إصدار قرار بالعفو الشامل عن تسعة من الانفصاليين الكاتالانيين القابعين بالسجون الإسبانية و الذين سبق وأن تمت متابعتهم بتهم الإنفصال و التمرد و التحريض على العنف إثر أحداث الأزمة الأخيرة التي شهدتها منطقة كتالونية سنة 2017و التي يطالب سكانها بالانفصال عن السلطة المركزية و ذلك بإجراء إستفتاء بالرغم من استفادتهم من حكم ذاتي و حكومة جهوية
و جاء على لسان رئيس الحكومة سانشيز أن الأحكام القضائية بالسجن في حق هؤلاء الانفصاليين لا يمكن اعتبارها حلا لهذه الأزمة و أنه يسعى إلى فتح مجال الحوار مع جميع المتداخلين لإيجاد حلول واقعية و طي صفحة الماضي
في حين أعتبر متتبعون داخليون اسبان أن ما أقبلت عليه الحكومة الاشتراكية يعتبر طرق لآخر المسامير على نعش هذه الحكومة خصوصا بعد أزمتها الديبلوماسية الأخيرة مع المملكة المغربية و ما نتج عنها من تأزم الوضع الإقتصادي باسبانيا خصوصا بمنطقة الأندلس جنوب البلاد، و تخبطها في مشاكل سياسية داخلية مع أحزاب المعارضة و كذلك تدهور علاقاتها الخارجية سواء مع محيطها الأوروبي أو مع أمريكا
للتذكير فهذا القرار الحكومي بالعفو عن الانفصاليين قوبل برفض شديد من قبل أحزاب المعارضة و الذين أعربوا عن سخطهم و ابلغوا عن نيتهم بالتصدي لهذا القرار و بالطعن فيه أمام المحكمة العليا ، و من جهتهم يقول الانفصاليون أن هذه المبادرة غير كافية و يجددون مطلبهم بتنظيم الإستفتاء و تشبتهم بالإنفصال .
بقلم عبد الصمد لمزوق
المصدر : https://assadaassiassi.com/?p=5329
عذراً التعليقات مغلقة