إلى متى سيتم التستر على ما يقع بتندوف ،إلى متى ستغمض العيون على الواقع الإنساني بمخيماتها ،إلى متى ستقفل أفواه المستنجدين من محتجزيها ،إلى متى سيتم السكوت و التغاضي عن طفولة مغتصَبة و أرواح بريئة و أجساد صغيرة يتم استغلالها وتُغسل اذمغتها و يُدفع بها الى حمل السلاح في وجه أهلها و أبناء عمومتها
لطالما طالب المغرب مرارا وتكرارا و منذ سنين بفتح تحقيق دولي بشأن الأوضاع الإنسانية بمخيمات تندوف و طرق جميع أبواب المنظمالحقوقية الدولية ، و عمل على تقديم تقارير صادمة بالأوضاع هناك على طاولة كل الهيئات والمؤسسات الإنسانية الحكومية والخاصة ،كما دق ناقوس الخطر ما مرة في كل المحافل و على كل المستويات فكشف المستور و المسكوت عنه و لكن لا حياة لمن تنادي ، و لكن ردود الفعل لم تتجاوز الإدانة و لم يتم لحد الساعة إتخاذ أي قرار صارم ضد ميليشيات البوليزاريو و حاضنتها الحكومة الجزائرية بخصوص أوضاع و معانات إخواننا المحتجزين بمخيمات تندوف و الظروف السيئة و اللاإنسانية التي يعيشونها
ومازال المجتمع الدولي يلتزم الصمت إزاء ما يتعرض إليه أطفال المخيمات من تجويع و حرمان من التعليم كأبسط الحقوق التي جاءت بها المواثيق الدولية لحقوق الطفل، و الذين يتم إجبارهم على العيش في ظروف غير إنسانية و و غير ملائمة للتربية و التكوين
كما يتم إستغلال هذه الظروف التي صنعتها الميليشيات لتحويل براءة الاطفال بغسل عقولهم الصغيرة و تطعيمها بأفكار متطرفة و اديولوجيات مبنية على الحقد والكراهية و المغالطات، ليجعلوا من فكرة الإنفصال قضية وهمية لهم و ليدفعو بهم لحمل السلاح في وجه الوطن
تحقيق أهداف سياسية على حساب معانات و مآسي و أحزان إخواننا، و إستغلال الطفولة البريئة للوصول إلى مآرب انفصالية و تشغيلها عسكريا، تُعتبر جرائم ضد الإنسانية وجب متابعة قياديي الجبهة الانفصالية بها أمام المحكمة الجنائية الدولية، كما وجب تحميل الجزائر مسؤولية ما يجري من تجاوزات و إنتهاكات جسيمة مخالفة لكل الأعراف و القوانين على أرضها بمخيمات العار بتندوف و في حق إخواننا و أبناء عمومتنا المغاربة المحتجزين هناك.
بقلم عبد الصمد لمزوق
المصدر : https://assadaassiassi.com/?p=5307
عذراً التعليقات مغلقة