الوقفات الاحتجاجية التي قام بها شرفاء وطنيون ينتمون لقطاع المجتمع المدني تعبر عن مقاومة الظلم، هذا الأمر الذي يمثل إحدى الصور العديدة التي عالج فيها الإسلام حرية الفرد وهي في مدلولها حرية الرأي مشفوعة بالعمل على تحقيقه وهذه الصورة تستند في مشروعيتها إلى العديد من النصوص القرآنية ومنها قوله تعالى: {إِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}
وقوله سبحانه وتعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض}
ومعنى ذلك أنه إذا لم يقاوم المظلومون من ظلمهم حق على الأرض الفساد ولذلك شرع الله هذا الحق، بل كلفهم له تكليفا، وأنذرهم بعاقبة تخادلهم في أداء هذا التكليف وفي هذا بيان لمشروعية مقاومة الظلم.
وإن مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتمتع بأهمية خاصة، لأن آثاره تتوجه مباشرة إلى مصلحة الجماعة الإسلامية، وذلك قوله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ ۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ}
وهذا المبدأ أصبح فريضة تقدمت على فرائض ثابتة هي أركان الإسلام كإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ومن قوله تعالى: {وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍۢ ۚ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ ۚ أُوْلَٰٓئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
المصدر : https://assadaassiassi.com/?p=23939
عذراً التعليقات مغلقة