رجال الخطارات ببلدة المنقارة الجرف.

admin
اخباراخبار دوليةاخبار وطنية
admin27 مايو 2023آخر تحديث : منذ سنة واحدة
رجال الخطارات ببلدة المنقارة الجرف.

رجال افنوا شبابهم وشيبهم في خدمة الخطارات واصلاحها.. لطالما رأيناهم ونحن صغارا يتوجهون يوما بعد يوم الى رؤوس الخطارات وينزلون في آبار فيها شتى انواع الاخطار من أفاعي وعقارب وانهيارات لجوانب الساگية.
تراهم صيفا وشتاء يمتطون #بيشكليطاتهم البلاندية قاصدين الخطارات، كان لي الشرف ان اعمل معهم بعض الايام لما كانت تأتينا نوبة الفريضة وهي عبارة عن يوم عمل او ايام حسب ما يفرضه شيخ الخطارة او مزراگها، اتذكر حجم المعاناة التي كانوا يكابدونها داخل الخطارة وفوقها، كنت افضل العمل اسفل الخطارة نظرا لبرودة المكان يبقى اقل تعبا من أعلى البئر حيث الحرارة المفرطة و العجاج…رغم كل تلك المعاناة والاخطار كانت الابتسامة لا تفارق محياهم و روح الدعابة والنكتة في اقوالهم وحكاياتهم بل وحتى في خصامهم و #تقشابهم على بعض. شاركت معهم الطعام وقت الفطور والذي كان عبارة عن حريرة #الخضرة وبعض التمور، اما الشاي فكانوا يحضرونه في عين المكان من جمر #البعير او ما توفر من شطب او جريد النخيل جلبته الرياح.
اتذكر يوما انه #ساخت خطارة الحلوة اي انهارت بعض جوانبها في رؤوس الخطارات وانقطع صبيبها، فنادى المنادي في #بوق الجامع ان الخطارة راها ساخت وراه فرضت القبيلة يوم خدمة لكل منزل من اجل التعاون لاصلاح الساكية، كنت شابا جدعا حينها ابلغ حوالي 18 سنة، جاء والدي رحمه الله فطلب مني الذهاب للخطارة مع #رجالها، وفعلا توجهت معهم باكرا وكنا فوق الاربعين شخصا تقريبا وكل منهم راكب على #بشكليط و منهم من يركب على #حمارته و منهم من يمشي على رجليه في جو من الحماس والهمة، وصلنا الى رؤوس الخطارة فخيروني بين النزول للبئر او العمل فوقه ، اخترت فوقها لاني خشيت من النزول، فقال لي احد الجيران انزل يا ولدي افضل لك وغادي تعرف #اعلاش، فأنزلوني بواسطة الحبل للاسفل.. سبحان الله وكأني نزلت الى عالم اخر تماما، المكان ساحر وبارد والماء عذب فقلت في نفسي بارك الله فيك يا جار لانك نبهتني الى النزول.
بدأنا العمل كل #رجل عنده #مسحة وقفة من الزعف يملئها بالطين ومنا من يأخذها الى مكان الحبال لأجل سحبها نحو الاعلى، جاء #مزراك الخطارة فنادى بأعلى صوته و الله يعاون يا الرجااال، توجه لي فشكر لي الحضور لمساعدتهم . كانت الاجواء مفعمة بالعمل والجد والحماس ووجوهنا وثيابنا مطلية بالطين مع اهازيج #التعشاق والصلاة على النبي العدنان والكل ناشط وفرحان لقرب اصلاح #الخطارة..
عند وقت الضحى صعدنا الى فوق البئر حيث وقت الفطور فتشاركنا ما جلبناه من طعام والشاي طايب فوق الحطب.
بعدها قمنا للعمل مجددا وهذه المرة نزل صديقي الذي كان أعلى البئر اخذ مكاني واخذت مكانه، كان الجو حار جدا خاصة وقت الظهيرة و #العجاج يعمي العين.. بعد ساعات من العمل صعد كل الرجال وانتهت الاشغال بنيل المقصود وهو ازالة الردم و اصلاح الضرر.
ركبنا #البشكليطات متوجهين نحو البلدة والدنيا كانت حينها معججة و #شوم الصيف يلهب وجوهنا.
تحية لرجال الخطارة والله يعايد بالخير، الله يرد الما لمجراه والعبد لمولاه

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة