العالم الياباني

admin
اخبار وطنية
admin1 أبريل 2023آخر تحديث : منذ سنتين
العالم الياباني

بقلم /د. محمد منصور الهدوي
 

حصلَ العالمُ اليابانيُّ يوشينوري أوسومي على جائزة نوبل في الطب لعام 2016 تقديرًا لإسهامه في مجال التعرف على كيفية قيام الجسم البشري بتكسير وإعادة إنتاج مكوِّنات الخلايا، وهي النظرية التي تعرف بـ «التدمير الذاتي للخلايا». يبدو أن الكثير منا لم يتوقف عند اسم العالم الياباني ربما لصعوبة نطقه وكتابته أصلًا، كما لم يشدنا عنوان البحث، ولكن هل تعلم عزيزي القارئ أن الدراسة التي قام بها الباحث الياباني ومنح من أجلها جائزة نوبل للطب كانت عن اكتشاف الإعجاز الطبي في القرآن الكريم وأحاديث الرسول الكريم عن (الصيام)!!، ربما لا نتوقف كثيرًا عند الدراسات العملية التي على أساسها يتم منح جائزة نوبل للعلماء.. قد نكتفي بقراءة اسم العالم الفائز بالجائزة، أو اسم بلاده وجنسيته..
ملخص الدراسة التي كشفها العالم الياباني، أن فترات الصيام القصيرة للإنسان لها تأثير إيجابي على تجديد الخلايا وتساعد على إبطاء عملية الشيخوخة، وأن ممارسة الجوع والعطش من 8 إلى 16 ساعة في يومين من الأسبوع أو في ثلاثة أيام من الشهر، مع ممارسة الهدوء النفسي والروحاني، وليس الجوع والعطش فقط، مفيدةٌ للجسم والعقل والخلايا والأنسجة، هذا هو مختصر الدراسة العلمية بلغة مبسطة.
أما باللغة العلمية الطبية فإن الجسم أثناء الصيام يشهد انخفاض مستويات الجلوكوز في الدم، وبالتالي يتباطأ إنتاج الإنسولين الذي يسلم الجلوكوز إلى أنسجة الجسم، وهذا يعني أن إمدادات المغذيات تتوقف، ويجب أن تدخل في وضع البقاء (حية)، وهذا يعني أن إنتاج الجلوكاجون يبدأ، والوظيفة الرئيسية لهذا هو تحفيز الالتهام الذاتي، حيث إن رد الفعل الدفاعي للجسم (المناعة) على أساس استخدام الخلايا منتهية العمر للحصول على إمدادات المغذيات من الداخل.
كثيرًا ما قرأنا الآية القرآنية «وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون».. وأكثر من ذلك الأحاديث النبوية الشريفة حول صيام شهر رمضان، والحث على الأيام البيض وأيام الاثنين والخميس من كل شهر، ولكن ما كشفه العالم الياباني حول فوائد الصيام ذكره رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من ألف وأربعمئة عام، في حديثه الشريف «صوموا تصحوا».. وهذا ما أكده العالم الياباني أن في الصيام صحة ومناعة لجسم الإنسان، ونال على أساس بحثه العلمي جائزة نوبل للطب. نسمع في خطب الجمعة ودروس المساجد، ونقرأ في الكتب والمطبوعات، الكثير عن فوائد الصيام، ربما لا نتوقف عند ذلك مليًا، ونكتفي بالتعامل مع الصيام باعتباره ركنًا من أركان الإسلام الخمسة، ولكن في ركن الصيام معجزات عظيمة قد لا ندركها بشكلها العلمي والطبي لصحي، ونؤديها من منطلق ديني فقط. عُرفت الآثار الإيجابية للصيام لدى البشر منذ زمن بعيد.
قد يؤدي الصيام لفترات طويلة إلى إبطاء معدل الأيض (التمثيل الغذائي)، رغم أنه يتزايد فعليًا في حالة الصيام من 12 إلى 72 ساعة. وهذا مرتبط بإفراز هرمون النورأدرينالين المسؤول عن الشعور بالجوع. نفس القاعدة تنطبق على كتلة العضلات، حيث تجزم الأبحاث أن الصيام قصير الأمد يؤدي إلى ارتفاع مستويات «هرمونات النمو» التي تستخلص الطاقة من الأنسجة الدهنية. والصيام علاج للعديد من أمراض العصر المزمنة.

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة