لمحة عن حي بطانة بسلا

admin
اخبار وطنية
admin21 مارس 2023آخر تحديث : منذ سنتين
لمحة عن حي بطانة بسلا

بطانة، أحد أحياء سلا ذكرها الضعيف الرباطي في تاريخه بلفظ “مَطّانة” كما كانت تنطقه الأسر السلاوية في ما مضى، و تقع خارج باب فاس جنوب المدينة على هضبة ثلاثية الشكل يحدها غربا و جنوبا خط السكة الحديدية المزدوج الرباط-القنيطرة و وادي أبي رقراق، و شمالا حي تابريكت و شرقا طريق عين الحوالة المؤدية إلى مكناس .

ينتمي هذا الحي إلى ما اصطلح عليه علميا بــ “نجد سلا” (Plateau de Salé) حيث عثر جورج شوبير سنة 1956 بالجهة الشرقية على صناعات ما قبل تاريخية، كما أشار ريموند توفنو إلى ما تحتضنه من آثار رومانية هي عبارة عن ثلاثة قطع حجرية معدة لتوازن معصرة الزيت ، لم يبق منها اليوم سوى قطعة واحدة على حافة السكة الحديدية، مما يوحي بقدم الاستقرار البشري بهذا المجال، و يروي محمد بن علي الدكالي بأن مطانة كانت في القديم تأوي “قصور أهل سلا و أجنتهم” الممتدة إلى عين أسمير، و قد قضى بها السلطان مولاي اليزيد العلوي ليلته سنة 1205 هـ قبل دخوله إلى الرباط في طريقه إلى الحوز، و كانت العادة أن يتم النزول بالدار الحمراء أو قرميم.

و في فترة الحماية أحدثت بها سكة حديدية من صنف 0، 60 للربط بين محطة القطار المسامتة لملعب المسيرة الخضراء، وهي نواة حي الرمل العصري، وبين تيفلت مرورا بالخندق الذي حفرته مياه عيون لخطاطر حيث هناك لا تزال آثار قنطرة إسمنتية بادية للعيان، كما كانت تخترق حي بطانه على مستوى جزءه العلوي قناة تحت-أرضية تؤمن مرور مياه الفوارات إلى الدار البيضاء عبر وادي أبي رقراق وقد أصبحت بطانة لاحقا محط اهتمام المعماريين الذين رأوا في مرتفعاتها المطلة على أبي رقراق و حاضرتيه، موقعا ملائما لإقامة مركب رياضي و مجموعة مدرسية، ثم مجالا متميزا لتأسيس مدينة أوربية لسكنى قدماء المحاربين الفرنسيين في أواخر خمسينيات القرن الماضي إلا أن المشروع تحول إلى تجزئة للفيلات إستفادت منها أسر سلاوية و أوربية قادمة من المدينة القديمة و الحي الأوربي المعروف بالرمل (مثلث المحطة Triangle de la gare) .

و ممن كانت سكناهم ببطانة من الأعلام الذين قضوا نحبهم نخص بالذكر : لحسن اليوسي (وزير)، عبد الرحيم بوعبيد (وزير)،و منير عبد الرحمان الدكالي (كاتب الدولة)،و مسعود الشيكر (وزير)، و عبد الكريم القادري (مدير عام)،و بول بيرتيي (مراقب مدني و عالم الآثار Paul Berthîer وكرابني جان Grapinet Jean (مراقب مدني أيضا)، و المهدي بنعبود (مفكر وسفير)، و عبد الكريم حجي (سفير)،و القجيري (قنصل) وإدريس الزعري (طبيب)، و عبد الحميد العلوي (باشا)،و جورج للوا Georges LALOY (عضو بالمجلس البلدي زمن الحماية)،و عبد الرحمان الصبيحي (خليفة)، و مولاي إسماعيل العلوي (ناظر الأحباس و مؤرخ)، و إسماعيل أحمد (مطرب) و الهاشمي بنعمرو (ممثل) و غيرهم كثير لا يتسع المجال لسرد أسمائهم كافة.

و أما اليوم فقد تغيرت معالم هذا الحي و أصبح يتوفر على مقومات مدينة قائمة الذات بما استوعب من مرافق إدارية و تعليمية و ثقافية و رياضية و تجارية و بنكية و استشفائية و أماكن للعبادة و حدائق و بنايات معتبرة تطل على حوض أبي رقراق و مصبه.

منقول

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة