الزواج الناجح

admin
اخبار وطنية
admin6 ديسمبر 2022آخر تحديث : منذ سنتين
الزواج الناجح

منذ أن خلق الله آدم عليه السلام والزواج لايكون إلا بين رجل وامرأة لأن هذه هي الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها ، قال تعالى : ” فطرت الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ” ولقد جاءت الشريعة الإسلامية مزكية هذا الطرح وداعية أتباعها إلى التمسك بالفطرة السوية فقال تعالى : ” فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ” وقال سبحانه : ” وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وامائكم ” وأكد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على هذا المعنى فقال : ( يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر ،وأحصن للفرج ، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) . فلما كانت الشهوة الجنسية تحاصر الرجل والمرأة على حد سواء جاء الشرع الحكيم فسيجها بسياج العفة والإحصان والفطرة السليمة ، وهي أن تكون العلاقة الحميمة بين رجل وامرأة داخل مؤسسة الزواج لاغير ونجد هذا الأمر جليا في تعريف الزواج عند السادة المالكية بقولهم : ** الزواج عقد يقتضي للرجل إباحة الاستمتاع بامرأة تحل له ** وعرفته المدونة المغربية الأخيرة بأنه : ** ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة على وجه الدوام ، غايته الإحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة ، برعاية الزوجين طبقا لأحكام هذه المدونة ** ولاشك أن للزواج أهدافا سامية وغايات نبيلة ، تتمثل في حماية الشرف ومنع ابتدال الجنس وحفظ الصحة وسرور النفس ، مع غض البصر، وتحصين الفرج ، والتمتع بالنعمة ، والتماس الذرية ، لأن النسل امتداد للبشرية وحفظ النوع الإنساني من الزوال والانقراض ، بالانجاب والتوالد ، وهذا الأمر مستحيل بين ذكر وذكر أو أنثى وأنثى ، كما يروج لذلك أعداء البشرية مرضى النفوس . ومن غايات التوالد أن المسلم إذا مات وترك من خلفه ذرية صالحة كانت زيادة له في الخير وجلب الحسنات ، كما صح عن النبي الكريم أنه قال ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : ولد صالح يدعو له ، وصدقة جارية ، وعلم ينتفع به ) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ان العبد لترفع له الدرجة بعد موته فيقول : يارب من أين ؟ فيقال له : من دعاء ولدك لك ) . ولتتحق هذه الأهداف من الزواج لابد أن يضع الزوجان نصب عينيهما قول الله تعالى : ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ” لأنهما ان عرفا معناها وعملا بمقتضاها ، بدل كل طرف منهما مافي وسعه لاختيار شريك حياته وفق الشريعة الإسلامية الغراء ، وجعلا المقياس في الاختيار هو التدين والأخلاق الفاضلة الحسنة . فلا ينبغي للرجل أن يجعل جل همه وغاية مناه أن يظفر بامرأة جميلة أو غنية أو ذات حسب ونسب ، فالعاقل اللبيب هو الذي يحرص على الاقتران بامرأة ذات دين وخلق حميد ، ونفس الأمر ينطبق على اختيار المرأة لزوجها وشريك حياتها . فبهذا الاختيار تستقر الحياة الزوجية دونما نكد أو تنغيص ، وعلى كل واحد منهما أن يعنى بنفاسة الجوهر وعظمة المخبر، وإذا استطاع الزوجان الجمع بين نفاسة الجوهر وعراقة المخبر وحسن المظهر كانت السعادة حاصلة لامحالة . فإذا حسن الاختيار وعمل كل طرف مافي وسعه للتودد للطرف الآخر والوفاء بحقوقه ممتثلين قول الله : ” ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ” وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) كانت النتيجة مرضية للطرفين والحياة مستقرة دائمة بدوامهما على قيد الحياة .وهذا لايتأتى إلا بالصبر والتدلل والرحمة وغض البصر عن بعض الأخطاء والمساعدة من طرف الزوج لزوجته اعباء المنزل متأسيا في ذلك بسيد الخلق الذي وصفته أمنا عائشة رضي الله عنها بأنه ** كان يغسل ثوبه ويرقعه ، ويخسف نعله ، ويحلب شاته ، فإذا حضرت الصلاة خرج وكأنه لايعرفنا ** . فمتى أذى كل طرف واجبه نحو شريكه الآخر حصل على حقه ، لأن الحق والواجب وجهان لعملة واحدة . وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما : ** والله إني لأحب أن أتزين لامرأتي كما تتزين هي لي ** فإذا التزم الزوجان بالمنهج الرباني والسنة النبوية في حسن الاختيار والتقيد بالدين منذ الخطوبة إلى عقد القران إلى حفل الزفاف وفق الشرع والمعاشرة بالرحمة والمودة ، كان الزواج سعيدا محققا أهدافه المنشودة من عفة واحصان دائما بدوامهما على قيد الحياة . وان كان عكس ذلك فهو زواج خاسر ومانراه في محاكم الأسرة من أرقام مخيفة في الطلاق بين الشباب بل وحتى المتقدمين في السن لخير دليل على سوء الاختيار وتقديم بعض الأزواج الجانب المادي على الأخلاقي وهذا يدعو الجميع دولة وأسرا وجمعيات المجتمع المدني إلى التجند لمحاربة هذه الآفة الخطيرة.

أحمد الفاروقي

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة