قبل الشروع في متناول هذا الموضوع ينبغي أن نشير إلى أن شبه الجزيرة العربية بلاد الأنبياء والمغرب بلد الصالحين وكثرة الأولياء فالحديث عن المملكة المغربية الشريفة يقتضي منا إبراز طبوغرافية المغرب التي جعلت منه محط أطماع اجنبية تكالبت عليه منذ القدم على اعتبار انه يقع في شمال القارة الافريقية ويفصله البحر الابيض المتوسط عن القارة الأوربية فضلا عن رقعته الجغرافية المتنوعة بين بحر ومحيط وأنهار ووديان وجبال وسهول وغطاءات نباتية كثيفة وأشجار مختلفة الاشكال ومعادن كل هذه المكتسبات فتحت شهية دول منذ القدم لوضع استراتيجيات استعمارية كي تستوطن المغرب وتستنزف ثرواته وخيراته الطبيعية غير ان المغرب بلد برجاله ونسائه وشبابه وكما قيل الشاعر
**إذا بلغ لنا الصبي الفطام
تخر له الجبابرة ساجدينا **
هذا هو حال الطفل عندنا فما بالك بشبابه وشيوخه الذين يلتفون دائما وأبدا حول العرش العلوي المجيد الذي هو رمز وحدتنا وصمام أماننا وشحنة مقاومتنا التي تجلت بارزة عند نفي بطل المقاومة والتحرير جلالة الملك المعظم المغفور له محمد الخامس حيث وقتئذ انطلقت شرارة المقاومة الوطنية في كل بقعة ورقعة من المغرب هاجسها الاول استقلال البلاد وعودة رمز الامة الى عرش أسلافه الكرام وقد تأتى لنا نحن المغاربة النصر المبين بفضل الله والنظرة الملكية الشريفة وروح الوطنية والمواطنة الصادقة وعاد بطل المقاومة والتحرير منتصرا بإذن الله ليعلن أن المغرب انتقل من الجهاد الأصغر الذي يكمن في مقاومة الاستعمار والإنتصار عليه إلى الجهاد الأكبر الذي يتجسد في بناء المغرب الاصيل بنظرة حديثة معاصرة وذلك بالحفاظ على الهوية الاسلامية العربية واحترام الشرائع الاخرى ومن هذا المنطلق حافظ وارث سره جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان بجوار نبينا المصطفى العدنان سيدنا محمد عليه أفضل الصلوات وأزكى السلام مهندس الملحمة التاريخية التي لاتضارع إنها المسيرة الخضراء التي تجند لها المغاربة كلهم لكن الامر كان يقتضي 350ألف متطوع للذهاب الى جنوب المملكة المغربية الى صحرائنا الحبيبة في مسيرة سلمية وفرت لها كل الظروف من أكل وملبس وأغطية وخيام وإسعافات وعلاج سلاح المتطوعين الوحيد هوحمل كتاب الله وقوة إيمانهم بقضية وحدتنا الترابية والالتحام وصلة الرحم مع إخواننا وأشقائنا الصحراويين بكل وطنية ومغربية الذين عانوا كثيرا من التفرقة التي نهجها الاستعمار لكن بفضل الله وعبقرية المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني تم جمع الشمل وعهد الى جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده وسدد خطاه استكمال المشوار التنموي للاقاليم الجنوبية بالصحراء المغربية حيث شهدت تنمية محلية تستجيب لحاجيات السكان ومتطلبات المنطقة من مدن حديثة تضاهي كبريات المدن معززة ببنيات تحية مهمة ومرافق عمومية واوراش كبرى تشهدها صحراؤنا الغالية بفضل الله والسياسة الرشيدة لصاحب الجلالة الذي سخر قوته وصحته وطاقاته لهذا الوطن الحبيب حتى ينعم المغاربة بالرفاهية والازدهار في أمن وأمان واستقرار من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب في ظل الثلاثية الخالدة الله الوطن والملك وسلام سلاح للجيش الملكي والدرك الملكي والامن الوطني والقوات المساعدة والجمارك والوقاية المدنية ولكل عين ساهرة على خدمة البلاد والعباد بكل وطنية ومسؤولية ليبقى علم بلادي مرفرفا عاليا في سماء كل المحافل الدولية والعالمية لان المغرب بلد السلم والسلام والأمن والأمان والاستقرار و تشجيع الاستثمار وسقفه من حديد وركنه حجر وركائزه العرش العلوي المجيد وتوابثه الله الوطن الملك وعاش المغرب دائما وأبدا حرا أبيا رغم كيد الكائدين وحقد الحاقدين والمغرب في صحرائه والصحراء في مغربها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
#كلمة_المحرر
عن إدارة مجموعة الصدى السياسي الإعلامية الورقية والإلكترونية
المصدر : https://assadaassiassi.com/?p=15651
عذراً التعليقات مغلقة