قيادي سابق “بجبهة تندوف” يحكي قصة تناوله طاجين من يد جندي مغربي بالمنطقة العازلة

admin
اخبار وطنية
admin11 نوفمبر 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات
قيادي سابق “بجبهة تندوف” يحكي قصة تناوله طاجين من يد جندي مغربي بالمنطقة العازلة

روى القيادي السابق في جبهة البوليساريو، مصطفى سلمى، واحدة من الحكايات والذكريات التي يتذكرها لما كان يتربص بالمغرب واستقراره قبل أن يتوب عن ذلك، والمعروف الذي أسداه أحد الجنود المغاربة لهم لما اشتد بهم الجوع.

وقال إنه في أحد الاعوام الماضية لما كان مديرا للشرطة القضائية، وفي إطار دراسة كان يقوم بها حول شبكات الجريمة المنظمة، تصادف أنه كان متخفيا مع أقاربه في وادي “وين تركت”. وهو واد عميق مليء بالحفر، نباته كثيف. يمكن ان يختبئ فيه جيش كامل دون ان يرى.

وأضاف أنه في اليوم الثالث من انتظارهم كانوا قد استهلكوا كل مؤونتهم، فلم يكونوا يتوقعوا أن تستغرق مهمتهم كل ذلك الوقت. ولم يكونوا يستطيعون التحرك حتى لا يتم كشفهم لكن ليس خوفا من الجنود لأنهم كانوا في مناطق تنشط فيها البوليساريو وقريبون جدا من الحزام الدفاعي المغربي في المنطقة العازلة المحظورة التي كان يستغلها المهربون في عبورهم لانها لا تخضع لأي سلطة.

وتابع أنه في تفكيرهم في كيفية تدبر أمر المؤن، وكان قد حل المساء. و الوقت شتاء. سألهم أحد سكان المنطقة كان برفقتهم: “ما رأيكم لو أحضرت لكم طاجين جاهز؟. قلنا له مستهزئين وكيف نرفض وجبة ساخنة في هذا البرد”. وأضاف “تفاجانا أن رفيقنا أخذ هاتفه وبدأ الاتصال: آلو فلان عفاك نحن قريبين منكم، ونفذت منا المؤوتة. و بغينا طاجين الله اخليك..”.

ولفت سلمى وهو يروي الرواية والقصة الواقعية التي حدثت له إلي أنه “ما فاجأنا أكثر هو أن إتصاله كان مع جندي مغربي في الحزام الدفاعي”. وقال “فعلا بعد أن حل الظلام ذهب صاحبنا متسللا، وبعد قرابة الساعة والنصف عاد إلينا بطاجين ساخن وبعض المؤونة من عند صديقه الجندي المرابط في الحزام الدفاعي المغربي”.

ومضى “كنا من البوليساريو التي تعتبر المغاربة أعداء لها. ولم يعاملنا ذلك الجندي كأعداء. ومن سخرية القدر منا أنه لما جاءنا طعام حضره جندي مغربي نعتبره عدوا لنا، وكان شهيا بالمناسبة، لم نفكر للحظة انه قد يكون مسموما. بل تناولناه بنهم. و لا أدري أين ذهب ذلك العدو المغروس في أذهانها تلك اللحظة؟”.

وختم مصطفى سلمى بالقول “كانت هذه الحادثة ستبقى مطمورة في ذهني تحت ركام ملايين الذكريات، لولا أني علمت أن ذلك الوادي ” وين تركت” أصبح خاليا من أهله. و تلك مأساة إنسانية أخرى سأتطرق لها لاحقا إن شاء الله”

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة