الرهان السياسي    

admin
اخبار
admin1 سبتمبر 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات
الرهان السياسي    

         
لن أخوض في تحليل سياسي للبرامج الباهتة للاحزاب أو البحث عن ضمانات لوعودها الصينية الصنع ، كما أنني لن أتحدث عن الظواهر الغريبة المنشورة على لوائح المرشحين من قبيل اكتساح الفاعلين الجمعويين و ربات البيوت و العاطلين و الاميين و كبار السن و ترشيح أفراد عائلات بأكملها و نشر اسماء بدون صور و استغلال الأطفال في توزيع المنشورات و المناوشات العنيفة بين مؤيدي بعض المرشحين و قطع الطرق على البعض الآخر من المنافسين  و ….
كل هذه التجاوزات و الانتهاكات و الفوضى التي تعيشها الأحزاب ( الوطنية ) لن أدخل في مناقشتها و لكن ما يهمني أكثر هو تجاوز و عدم إحترام التدابير الاحترازية المتعلقة بمحاربة فايروس كورونا و عدم إلتزام الأحزاب في حملاتها و تجمعاتها الانتخابية لما جاء به بلاغ وزارة الداخلية بخصوص التدابير و الشروط الصحية لضمان نجاح الانتخابات في ظروف صحية مناسبة و الحفاظ على نتائج المجهودات السابقة و الحالية للدولة في ما يخص محاربة الوباء، و لكن لا حياة لمن تنادي  !!!
تجمعات تعدت المسموح به و لم تحترم شرط التباعد و ارتداء الكمامة ، زيارات ميدانية لزعماء حزبيين باحياء شعبية تحولت إلى تجمهرات تذكرنا بالمهرجانات الموسيقية التي حرمنا منها، و مسيرات جماهيرية تعدت المئات من الأشخاص تعمها مظاهر الاحتفالية بشكل مفرط و لا تحترم أدنى الشروط السالفة الذكر و ربما ذون اعتبار لأي سلطة
كنت أتمنى و بكل صدق أن نعيش شكل جديد من الحملات الانتخابية، أن نعيش تجربة جديدة خصوصا بعد ما جاءت به خطابات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في بعض خطاباته بخصوص مبدأ الثقة بين المواطن و الأحزاب و كذلك الشأن العام السياسي و دور الأحزاب المبتغى في المساهمة و المشاركة في تقدم البلاد ان تكون هناك ردة فعل في هذا السياق و مواكبة رغبة جلالته في الرفع بشؤون البلاد و لكن للأسف نفس الوجوه و نفس الكلام و نفس الطرق في الاستقطاب و الإقناع و التواصل مما يجعلنا لا نستبشر خيرا خصوصا في ما يتعلق بعلاقة المواطنين بالاحزاب و بالتالي فشل رهان كسب الثقة في السياسة و السياسيين ببلادنا و بالتالي توقع الفشل و خيبة أمل لتجربة جديدة مقبلة يمكن التنبؤ بنتائجها مسبقا.
*لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم*
 
بقلم عبدالصمد لمزوق

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة