حمى التباهي بمعدلات امتحانات الباكلوريا المغربية ظاهرة غير سليمة

admin
اخبار وطنية
admin26 يونيو 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات
حمى التباهي بمعدلات امتحانات الباكلوريا المغربية ظاهرة غير سليمة

يعرف المغرب حاليا غليانا متعلقا بالمعدلات المرتفعة المحصل عليها بالباكلوريا, فهذه تلميذة حاصلة على أكبر معدل في المغرب و هذه أخرى حاصلة على أكبر معدل في الجهة وآخر في الإقليم إلى غير ذلك من مظاهر التفاخر و الضجة الإعلامية الواهية. لقد ظهرت بالمغرب مؤخرا موضة جديدة غير مسبوقة و ترتبط بالتسابق نحو المعدلات و يلاحظ أن كل هذه المعدلات المحصل عليها هي في مجال العلوم ( رياضية و فيزيائية ) و هو أمر خطير للغاية باعتبار أن مجال العلوم هو المجال أو الشعبة الوحيدة التي تجلب المعدلات القياسية و تخول الولوج إلى كليات الطب و المدارس العليا للمهندسين و أن المجالات الأخرى هي مجالات لا جدوى منها كالآداب و العلوم الإنسانية و العلوم التجريبة و كذا الأسلاك المهنية الأخرى.
و هو في الحقيقة أمر غير صحيح , فالنجاح يمكن أن يكون في كل الشعب و المجالات فالآداب قد أعطت كتابا و مبدعين و مفكرين مرموقين و كم نحن بحاجة إلى مثل هؤلاء كمثل حاجتنا إلى الأطباء و المهندسين في مجتمع أصبح لا يؤمن إلا بالأرقام و المال أكثر من إيمانه بالقيم و الأخلاق.
إن المستقبل بحاجة إلى موازنة بين الأدب و العلوم و كلاهما ضروريان و يكملان بعضهما و نحن في غنى عن الترويج الإعلامي للنفاخر بمجهودات هي أصلا مجهودات داتية و سمات فريدة من نوعها تتواجد أصلا في أشخاص هؤلاء التلاميذ وليس الوسط العائلي أو المدرسي اللذان يستغلان القنوات التلفزية التي تهرع للسبق الصحفي من أجل للشهرة من الجانبين .
هؤلاء التلاميذ النوابغ قد عكفوا أكثر مما ينبغي على دروس و على معادلات رقمية لا حياة فيها و إن كانت مهمة من الناحية العلمية. هنا , نطرح السؤال حول التلميذ “الظاهرة” و مدى توازنه النفسي و الإجتماعي لأن هذا التلميذالذي هو أصلا في مرحلة المراهقة , يجب أن يعيش مرحلته العمرية الآنية بكل تجلياتها بإيجاباتها و سلبياتها كما عاش طفولته و أن يتعرف على مجتمعه بداية بفصله الدراسي وانتهاء بالمجتمع الحقيقي, لا أن يتحول إلى رجل آلي أو معاق اجتماعيا أو مريضا بالتوحد لا يجيد إلا فك المعادلات الجافة و الصواب المبالغ فيه.
هنا, يجب على الأسرة المغربية التفكير في ميولات أبنائها الحقيقية ( رسم, كتابة , موسيقى, انترنيت, أدب , لغات , علوم , …) و تدعمها , لا أن تفرض نموذجا محددا و تتسبب في كوارث و عقد نفسية تجعل هؤلاء الآبناء يعملون في مجال لا يطيقونه.
بقلم سعيد اتليلي و اراهيم اشويبة

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة