تحقق نمو اقتصادي خلال 20 سنة لم يتحقق خلال 50 سنة منذ الاستقلال، وزاوج الملك بين المشاريع العملاقة المهيكلة وذات المردودية الاقتصادية الكبرى مثل القطار الفائق السرعة وميناء طنجة المتوسطي والموانئ والمطارات الكبرى، ومد الجسور في كل أنحاء البلاد، وتوسيع شبكة الطرق السيارة والسريعة في وقت قياسي وإدخال شبكة الطرامواي بالرباط والبيضاء، ومشروع نور للطاقات المتجددة واستقطاب كبريات الشركات(رونو، بيجو، شركات صناعة الطيران العملاقة…) للاستثمار بالمغرب، وبين سياسة وطنية اجتماعية تنبني على التضامن ورفع الحكرة عن المغاربة المهمشين والمدن المقصية فيما يشبه المصالحة الوطنية للدولة مع المجال والإنسان المغربي على حد سواء.. ليست مدونة الأسرة وخلق مؤسسة محمد الخامس للتضامن والاهتمام بالنزلاء سواء في مراكز إعادة التربية والإصلاح أو في المؤسسات الخيرية والأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، لذلك لقبته الصحافة الفرنسية ب »ملك الفقراء »، فعدد جولات الملك السادس في مختلف أرجاء المغرب جعلته يقف على المشاريع التي أعطى انطلاقتها ويتعرف عن قرب، خارج التقارير المنمقة، عن الحاجيات الأساسية والخصاص الذي تعاني منه كل جهة في محاولة لتداركه بسياسات عمومية ناجعة..
في 20 سنة لمس المغاربة تغير وجه المدن الكبرى للمملكة، ونمو المراكز القروية الصغرى، ويكفي أن مدينة العيون التي ظلت لطيلة قرن من الزمان بين الاستعمار الفرنسي وبداية الاستقلال بلا تنمية ولا بنية تحتية، تحولت إلى مدينة كبرى تضاهي المدن التاريخية العريقة للمملكة في العمران وفي الطرق والخدمات وباقي المرافق والبنيات التحتية..
يكفي المغرب فخرا خلال 20 سنة من حكم محمد السادس أن أصبحت قواته المسلحة الملكية إحدى الجيوش القوية في العالم بعتاد حديث وتأهيل الموارد البشرية وانخراط القوات البرية والجوية والبحرية في تدريبات ومناورات عسكرية مع جيوش دولية عملاقة، وأن أصبحت أجهزته الأمنية، المدعومة من طرف المجتمع، ذات كفاءة عليا مشهود بها في المنتظم الدولي على مستوى خبرة عنصرها البشري والذكاء الاستراتيجي الذي رسمه الملك لجهاز أمن المملكة على تعدد فروعه وتشعباته في الداخل والخارج.. وهو ما وفر للمملكة استقرارها وحماية سيادتها الوطنية..
كما أن سياسة الملك في العلاقات الدبلوماسية حمى كرامة المملكة وموقفها المعتدل والمحايد في الصراعات الدولية، فقد اعتذر عن دعوة الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي لأنه يعتبر نفسه أقرب إلى المغرب الكبير، ورفض تدمير الشعب اليمني فسحب الجيوش المغربية من التحالف الخليجي، ولم ينخرط في الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات على قطر، رغم التكلفة الغالية لهذا الرفض، وأدان مسلسل تهويد القدس، واعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.. واتخذ مواقف ذات طابع إنساني وسياسي ذكي في القارة الأفريقية
عذراً التعليقات مغلقة