الجزائر : حراك مستمر حتى الخلاص

عندما تغيب الحكمة و العقل و تنعدم روح المسؤولية و الوطنية و توكل أمور الشعوب إلى غير أهلها ، فلا تتوقع خيرا منها بل عكس ذلك تماما.
الحال هنا حال الشقيقة الجزائر التي وهبت الآلاف من أرواح أبنائها لسنين طويلة من أجل نيل استقلالها من المستعمر الفرنسي و الذي رحل بعد أن أهلك البلاد واستنزف ثرواتها و امتص عروق أرضها، تركها منهكة طريحة الفراش لا حول لها و لا قوة و ترك لها وريثا من دمها ولكن يحمل جينات و عقلية استبدادية تحكمية استغلالية
ترك للجزائر نخبة سياسية متعصبة صنعت لنفسها نظاما عسكريا لتبسط به سيطرتها على البلاد و العباد ، فبدأت مرحلة جديدة من الإستعمار الداخلي هدفه التخويف و التجويع للشعب من جهة و استنزاف ما تبقى من خيرات البلاد و استغلالها من أجل الاغتناء و تحقيق المصالح الخاصة لهذا النظام من جهة أخرى.
طالت فترة الاستغلال و ضاقت الأحوال بالشعب الشقيق، ذاق مرارة البطش و الجوع و البطالة ، و اختنقت أنفاسه و حريته بشكل خطير دفع به إلى ردة فعل طبيعية للإنسان وهي الصرخة من أجل الحياة ، انقلب خوفه إلى شجاعة و تشتيته إلى إتحاد فقوة دفعت به إلى النزول للشوارع ليقول كفى في وجه هذا النظام العسكري الاستبدادي و ليرفع صوت مطالبه بالحرية و العدل و التغيير،عازما على الإستمرار في النضال و مقاطعة النظام و الإستمرار في النزول إلى الشارع حتى نيل المراد ويتحقق حلم كل جزائري حر في إقامة دولة مدنية حرة تضمن لمواطنيها حياة الرخاء والازدهار على أسس الحرية والعدالة الاجتماعية.

بقلم عبد الصمد لمزوق

المصدر : https://assadaassiassi.com/?p=3871