لوي الجّانطي (1868/1925) louis gentil حين كان يطوف ببلاد احمَر باحثاً عن الفوسفاط وسائر المعادن الأخرى ، ووضع خرائط جيولوجية لمناطق المغرب ، إلى أن وجد حِجارةً بيضَاء متميّزة ، فأرسلها للمُختبر بباريز ، فجاءت النّتيجة بتأكيد وجود الفوسفاط بكشكاط أو مدينة سيدي احمد لتتحوّل إلى مدينة ويجّانطي louis gentil ..
وتغنّي شيخة ولد النّمس الجَميلة جداً ، صَاحبة النّاب الذّهبي المُشعّ اللاّمع ، تحت ضَوء مِصباح الكحول الخافت ، في ليلة شتوية باردة جداً .. غنّت بدلاَل وغنَج بجانب مَسجد الدوّار :
دقّ الشّانطي
تالْ اللّويجّانطي ..
زَادَت من غنَجها وتدلّلها ليقوم سي المصطفىٰ مؤذّن المَسجد ، قوي البنية ، وبدون زوجة منذ مدّة ، وقد هزّه الشوق ، فتدحرَج من التحت إلى الفوق ، ليقوم بطيّها وتكويمها تحته كطقعة كارطون مُتلاشية ، وأخذ يهزّها هزّاً حتى قضىٰ منها وطره ، وقد احمرّ وجهه وانتفخت أوداجه ..مُعلناً في النّهايَة أنه فقط :
كان عَا كيضحَك معاها !
لم يقل أحدٌ إنه حرَام أو بدعة ، أو يمنعه من دخول الجّامع مرّةً أخرىٰ …بل الكلّ صَدّق أنه كان فقط يداعبها ويلعب معها لعب الذّراري ، بل يضحك معها ليس إلّا …
وهل يكون الضّحك في سَفّانْ الدّݣيݣ ؟
كما لم يصدّق أحدٌ أقوَال أشباه الفقهاء الذين لَا يفهمون في المَقاصد والمَصَالح المُرسَلة شيئاً ..قولهم إن الطّرب حَرام ، وغناء الشّيخات أيضاً حرَام ، ولم يجبر أحدٌ ولد النّمس على إبعاد دوَابّه عن حَايط الجّامع لأنها مدنّسة وأصوَاتها منكرَة ، لأن هذه الحَيوَانات الجَميلة والبريئة والوَفية البئيسة بإخلاص ، سَاهمت في بناء المَسجد نفسه ، وتسهم في حمل الفقهاء أيضاً للأسوَاق والزّرُود ، ولهم فيها مآرب أخرىٰ ! كما أن دوّار الصّدَيݣات أنجب أكبر فقهاء المغرب السّلفيين : الفقيه السّلفي الحافظ أبو شعيب الدّكالي ، وزير مولاي يوسف ، في العدل والمعارف ، وابن عمّه الفقيه السّطاهر بنحمّو قاضي ولغوي مرّاكش ، وغيرهم كثير.. واعترف المختار السّوسي بأن علمَاء الدّين موجودِون فقط وحَصرياً بدِكالة ، كما بَاح بصدق بأن لولاَ أبو شُعيب الدّكالي لبَقيتُ زَاهداً بئيساً أرَابط بأحد الأضرحَة بالجنوب ، أو حفيظ لإحدىٰ الزّوَايا بسُوس العالمَة في أحسَن الأحوَال ..
رَحمَهم اللّه جَميعاً بمَن فيهم لويجّانطي …
إبراهيم شويبة
المصدر : https://assadaassiassi.com/?p=32120
عذراً التعليقات مغلقة