للمرة الألف اكتب واقول

admin
غير مصنف
admin3 مايو 2024آخر تحديث : منذ 6 أشهر
للمرة الألف اكتب واقول

:
فى كل بلاد الدنيا اذا اردت ان تحكم على مجتمع من حيث التقدم والرقى والإنسانية فانظر اولا الى نخبة هذا المجتمع .. فإن كانوا صالحين واسوياء ووطنيين ورموزا تقتدى فتأكد انك ستجد مجتمعا حضاريا وانسانيا بكل معنى الكلمة
اما اذا وجدت النخبة المتصدره للمشهد فاسدة ويحكمها المصالح والمكائد والكذب والانانية فلا تندهش اذا اكتشفت ان هذا المجتمع يمتلئ بكل انواع الظلم والطبقية والفساد بكل الوانه!
وهذا الامر لا علاقة له بأى شعارات دينية او عقائدية .. فكم من امة لا دين لها تتمسك بأخلاقيات التعامل وقيم التحضر .. وكم من غيرها رفعت شعار الدين والتدين وانتشر فيها القتل والدمار والسرقات والرشاوى والخيانات وكل ما نعرف او لانعرف من فساد الذمم وغياب الضمائر وسوء الاخلاق!
واذا طبقنا هذا المعيار على مجتمعنا المصرى خاصة والعربي عامة بعد ماسمى بثورات الخراب العربي التى بدأت من تونس ومرت بمصر وليبيا وسوريا واليمن وغيرها سنكتشف ما يندى له الجبين ومايخجل منه كل إنسان عاقل يفكر او لديه قلب ينبض!
ولنا ان نسأل هل كانت النخبة على قدر المسؤلية الوطنية .. هل امتلكت ثقافة احتواء مجتمعها والحفاظ على أوطانها .. هل واجهت كل التآمرات على بلدانها بإخلاص .. هل تعاملت مع طوفان الفوضى بشفافية وتجرد .. ام تركت الامور تجرى كما خطط لها وراحت تنتهز الفرص لتحقيق اكبر المكاسب الخاصة على جثث الاف القتلى من الاطفال والنساء والشيوخ وعلى حساب ملايين المشردين واللاجئين الهاربين من جحيم لا يرحم؟
ونصل الى السؤال الأهم .. هل بادر البعض من هذه النخبة الى تبنى قضايا مجتمعه .. هل شعر أحدهم بالفقراء والبسطاء فى كل أرجاء وطنهم .. هل حاولوا مد يد المساعدة لأب يعانى فى تربية أطفاله .. أو أم تحلم بسقف يأويها هى وأولادها .. أو شاب يبحث عن فرصة عمل شريفة .. أو فتاه تنتظر فارس أحلامها ويعوقه تكاليف زواج لن يتم!
ثم وهذا ربما أهم مما سبق ..
هل بادرت هذة النخبة بالذهاب الى القرى الفقيرة التى يعيش أهلها بلا ماء أو كهرباء أو حتى صرف صحى أدمى .. هل ذهبوا الى الأحياء الأكثر فقرا لتبنى مبادرات مخلصة وليست للشو الإعلامى لبناء مستشفيات ومدارس ودور علم .. هل حاول بعضهم أنكار ذاته وتقديم المصلحة المجتمعية على مصلحته الشخصية بتجرد وإنسانية كما فعل ويفعل مشاهير وأثرياء العالم الذى نتهمه بالكفر وعدم الإيمان بداية من بيل جيتس واوبرا وينفرى وليس نهاية بأنجيلينا جولى ومايكل جاكسون!
كلماتنا هذه لن ترفع شعار المثالية أو البحث عن المدينة الفاضلة ولكنها بمنتهى الأمانة صرخة ضمير فى وجه معظم نخبتنا ومشاهيرنا الذين لم يسأل أحدهم نفسه ماذا قدم لمجتمعه وناسه البسطاء والطيبين بعدما أخذ كل شئ المال والشهرة والسلطة والجاه؟؟؟
شويبة براهيم

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة