“ݣريݣر” سقراط الحلقة بإمتياز وأفضل ما أنجبت

«للإشارة فالسيد مبارك الطيمومي ليس ابن القائد الطيمومي وإنما ابن هو ابن أخيه.» م. ح. العسالي.
_______
“ݣريݣر” سقراط الحلقة بإمتياز وأفضل ما أنجبت
الحلقة بالمغرب
”
“من منا لا يتذكر الحلايقي “ݣريݣر”واحد من كبار فن الحلقة بالمغرب والذي كان يقدم عروضه التي تسودها الفرجة والمتعة بفضاءات سوق الاحد
والإسم الحقيقي لهذا الحلايقي المميز هو مبارك ولد القائد الطيمومي والملقب ب”ݣريݣر” وابوه كان من قياد الفترة الإستعمارية .وقد ازداد بقرية الطياميم غرب مدينة اليوسفية .ترعرع وتردد على المدرسة بمدينة اليوسفية إبان الإستعمار الفرنسي وكان يتكلم اللغة الفرنسية بطلاقة ويتحدث اللغة العربية بفصحى سليمة وتفوق في الرياضيات والفلك والفلسفة وأتقن فن الحكي وقرأ الكثير في السير(سيرة) والادب والتاريخ والجغرافيا وعلوم الإجتماع.ويقال بأنه حصل على شهادة البكالوريا سنوات الستينيات من القرن الماضي وهناك من يقول بأنه كان عصامي ،اكتسب موهبته بالقراءة والتجربة والاحتكاك بكبار الحلايقية آنذاك والتأمل في الحياة.ويقول احيانا في “حلاقياته ” بأنه :”خريج مدرسة الحياة وكانت مدرسته الحلقة وبأنه يعود الفضل الكبير لأساتذته من الرواد الكبار للحلقة سنوات الخمسينيات والستينيات..”
ومما حكي عنه أنه كان مراسل جريدة البيان خلال شبابه قبل أن يزاول حرفة “حلايقي”..
وجاب البلاد طولا وعرضا ،كان حلايقيا متجولا ينطلق من ساحة جامع الفنا الى مدن اخرى وشهد عروضه مئات من مرتادي الحلقة بأهم الساحات بالمغرب كساحة الهديم بمكناس وساحة المشور بتزنيت وساحات اخرى بالرباط واليوسفية والصويرة وساحات أخرى ..ذلك الزمن كانت عروض الحلقة الفرجة الوحيدة القادرة على توفير المتعة والترفيه والفرجة بدون مقابل…

ومن يراه لاول مرة يظنه أنه “هداوي” من طائفة هداوة..
وكنا نراه بشعر طويل (كان مازال في أواخر شبابه )وكثير منساب للوراء.ويظهر صلع في مقدمة رأسه ،ويرتدي لباس فضفاض تظنه أحد رجال الدين الهندوس ودائما يحرص على الظهور بقلائد كبيرة حول عنقه ،وعند الإنتهاء من الحلقة ينزعها..وكانت له طقوس معينة عند بدء الحلقة..يجلس على الأرض وأحيانا يقف على رجل واحدة ،كان غريب الاطوار،
ويجعل بينه وبين المتفرجين مسافة وكان يتخذها كسبورة .وقبل ان يستأنف الكلام او الحديث ،يتناول قطعة من الطباشير ويخط معادلات رياضية او أشكال هندسية
وداوئر وأغلب الوقت يكتب باللغة الفرنسية بخط رائع وجميل..فساحة بالنسبة له مدرسة وكل حلقة فيها قسم ،وانت تستمتع لما يقوله ” تظن نفسك في قسم دراسي وأمام احد الأساتذة الجهابدة والذي لايصيبك الملل من تحليلاته وأفكاره وتصوراته ونقده لما لكل ماهو سياسي وإجتماعي..له ذاكرة جد قوية ،خارق الذكاء وسريع البديهة ذو حس فكاهي ،خفيف الظل وهي شروط أساسية لمنشط حلقة ناجح..ويمكننا ان نقول بأننا كنا نجلس امام فيلسوف او حكيم ،كنا نتحلق حوله لنسمع ونستوعب أفكار ومحاضرات اقرب هي للمواضيع الفلسفية وعلوم الإجتماع من مجرد كلام حلايقي..وقد لقبه البعض
Les sept coulours
لأنه كان يرددها كثيرا ويتحدث دائما عن الابراج والأكوان(كون) السبعة والألوان…
وكذلك ينفرذ بمميزات عن الحلايقية الأخرين فهو إنسان قنوع .فهو ليس كباقي الحلايقية عندما يرون بأن الجمهور لاينفحهم بالنقود يغضبون ويطلبون من المتحلقين بهم بإستياء ظاهر ان ينفضوا عنهم بقولهم :”فرق عليا هاد المجمع/جوقة”،صاحبنا “,ݣريݣر “لا يقوم بهذا فهو يستمر في حلقته ولو لم ينفحه أحد بدرهم لايهمه المال وكان لا ينتظر أن يحيط به عشرات من مريدي الحلقة لكي يبتذئ فكان يقوم بطقوسه في بداية الحلقة ولو أمام أربعة أو خمسة أشخاص ولا تدوم نصف ساعة حتى يحيط به العديد من محبي عروضه.
وكانت حلقاته تبتذئ بعد صلاة العصر وتدوم حتى صلاة المغرب.ومن مميزاته كذلك أنه يغير أسلوب وطريقته في الحديث..فالتحدث إلى الطلبة والتلاميذ والمثقفين مختلف عما يتناوله مع عامة الناس.فيتحدث للفئة الأولى عن الفلسفة وعلم الإجتماع والتاريخ والجغرافيا والرياضيات وعلوم الفلك والنجوم (منقول بتصرف)

المصدر : https://assadaassiassi.com/?p=22917