السياسة في الدوار

الصمت المريب الذي يخيم على الدوار الكبير بالرحامنة جعل العديد من أبناء القبيلة المغربين سيما الحالمين بالغد المشرق والعودة القريبة يسترقون نظرات صفحات العالم الزرقاء لعلها تشفي غليل سيل تساؤلاتهم وهو الأمر المستبعد والغير قابل للمنطق مادامت الأقلام قد أجرت والحرة منها غادرت الفضاء مكرهة بسبب التفاهة الزائدة ومن باب الأمانة وحتى لانجعل أصدقائنا الأوفياء في متاهات ربما تصلهم وصفاتها الممزوجة ببهارات المطبخ السياسي المؤقت سيكون لزاما علينا تنويرهم بكل المستجدات الراهنة لمختلف المؤسسات الحزبية بالدوار مع التحفظ على ذكر أسمائها كي لايحسب علينا التشويش أو تأييد فريق على الآخر فالتفاصيل الدقيقة المستقاة من قمطر المطابخ على إختلافها تجمع على تبنيها التغيير شعار المرحلة القادمة ولكل منها طريقتها وإستراتيجيتها المخطط لها حسب أولوية الكفاءات والعنصر النسوي وهنا مربط الفرس فكيف لها أن تستقطب الكفاءات النسوية المبادرة في الوقت الذي يركن فيه فطاحلة الرجال إلى أبراج المراقبة مكتفين بالتتبع البعدي وهو ماسيفسح المجال لبعض النماذج المدجنة التي أصبحت في الآونة الأخيرة تتقمص دور الخطابة في غياب فقيه المنبر كما أن النقطة المحورية في اللعبة السياسية برمتها هي الفوز بأصحاب الشكارة عصب ومحرك الحملات الإنتخابية بإمتياز ومن يعتبر أن مناضلي الفايسبوك رغم قلتهم قادرين لوحدهم على تغيير العقليات والمفاهيم فهو واهم فإحصائيات الأرقام المتفاعلة معهم عن طريق البصمات الزرقاء أو القلوب الحمراء حتى ولو وصلت الآلاف لاتكشف الحقيقة الميدانية فغالبيتهم غير مسجلين باللوائح الإنتخابية والقاعدة التابثة لاتؤمن حقا إلا بالورقة الزرقاء المذهبة من عيار 2 المتبوعة بالصفرين
المستجد في اللعبة الموسمية لهذه السنة هو إرتفاع نسبة نون النسوة في كل التشكيلات مما يقلص حضوض بعض السنابل الفارغة التي صمدت بخبث أمام الرياح الهوجاء إلا أن معاول الحصادة هذه المرة مركزة على عدم إفلاتها مما أفرز عمليات المناورات الإستباقية التي وصلت حد التبخيس والحط من قيمة رفاق الأمس القريب والعمل بقاعدة الغاية تبرر الوسيلة وهنا ضرب لمصداقية المبادئ بعرض الحائط جملة وتفصيلا
كما أن هناك بعض التشكيلات التي تعيش على إيقاع حروب خفية وصلت إلى درجة العقلانية المعتزلية أو النهج والكراس ويعد القاسم الإنتخابي ورفع تمثيلية النساء القشات الرئيسية التي ستقسم سنام بعير المجموعات حيث لازالت أغلبية الفرق والتشكيلات تائهة ولم تستطع تحديد معالم شخوصها القادرة على قيادة سفينة التيتانيك الغارقة منذ الثماني سنوات بعدما رحل ربانها المتمرس والخبير بإحداثيات المنطقة الإستثنائية
أصدقائي الأعزاء لا أخفيكم سرا ولم يسبق لي إستعمال بعض مساحيق التجميل لأحول الصور البئيسة إلى فردوس الأحلام فالفرق كبير بين المدينة العالمية الخضراء والدوار وشتان بين التنمية التي يرغب فيها قائد البلاد بسعي وتنفيذ من السلطات والفعاليات المدنية المتبصرة وبين الفكر البلطجي الذي أصبح ينهجه بعض أنذال وشبيحة المجلس البلدي العاملين بمنهجية وعقلية ” الفيرمة ” ولحد كتابة هذه السطور فالضبابية تخيم على سماء الساحة الحزبية بالدوار في إنتظار بزوغ شمس قد تكون سببا في إنقشاع غيومها الملبدة أو تحرق الجميع
ختاما وليس أخيرا كل مانتمناه هو أن يرفع الله عنا هذا الوباء الكوروني المحلي الذي دام زهاء ثماني سنوات وتسلم مفاتيح القيادة لربان متمرس قادر على إخراجها لشط النجاة دون ذلك فالغرق قادم لامحالة ولو جيء بأمهر طياري الجو أو مشاة البر فالسفينة تمخر عباب الأمواج العاتية أملا في البقاء والمطلوب ربان يدرك خبايا الأنهار قبل البحار وإلا ستكون البرية محراب جوقتنا ليس للصلاة وإنما لترديد أنشودة رائعة لرصاد ” علاش الندامة خيي ……………هذا زمان ماعرفتي تمشي بوحايلو ”
بقلم : عبد الغني رشيق

المصدر : https://assadaassiassi.com/?p=2205