النظام الجزائري يحاول إغراء موريتانيا بعقود الغاز

admin
اخبار وطنية
admin25 مارس 2023آخر تحديث : منذ سنتين
النظام الجزائري يحاول إغراء موريتانيا بعقود الغاز

المصطفى قصاب

التعاطي الموريتاني مع قضية الصحراء في ظل اللبس والغموض والمأزق النظري والسياسي والجيوستراتيجي المحاط بهذا التعاطي، الذي يصفه البعض بالموالي للمغرب، وينعته آخرون بالموالي للجزائر وجبهة البوليساريو، ناهيك عمَّا تتمسك به السلطات الرسمية الموريتانية من التزام الحياد بين مختلف أطراف القضية.

لكن نظام العسكر الجزائري يواصل تحركاته البهلوانية التي تمليها ردود فعله على ما يقوم به المغرب على جميع المستويات لإغراء الحكومة الموريتانيا لأخذ موقف واضح ضد الوحدة الترابية للمملكة والظاهر أنها نجحت في عدائها للمغرب بسبب المال و الغاز ،آخر هذه البهلوانيات، هي زيارة وزير الطاقة والمناجم الجزائري، محمد عرقاب، إلى نواكشوط مباشرة بعد أن تأكد الجنرالات بأن نيجيريا ماضية في التزامها بخصوص أنبوب الغاز الذي سيربطها مع المغرب، وتبرمها من الاتفاق مع الجزائر بخصوص خط آخر تحاول الطغمة العسكرية دون جدوى بعثه من ركام الملفات والاتفاقيات المتراكمة في أرشيف الوزارات التابعة لنظام العسكر.

نظام العسكر، ومن خلال زيارة وزير طاقته إلى موريتانيا، حاول إرشاء هذه الأخيرة وإغرائها بأنه سيحل أزمتها فيما يتعلق بالغاز، وتزويد السوق الموريتانية بالمحروقات والمواد البترولية والغاز المنزلي وفق شروط السوق الدولية، بالإضافة إلى إنشاء وبناء خطوط أنابيب نقل الغاز بين البلدين.

إن ملف الصحراء خلق هوَّة سحيقة بين الأقطار المغاربية بلغت حدَّ القطيعة وغلق الحدود والحرب الطاحنة بشكل مباشر وغير مباشر وبالوكالة، وأصبحت القضية تراوح مكانها بعد وقف إطلاق النار بين جبهة البوليساريو وموريتانيا سنة 1979، وبين الجبهة والمملكة المغربية عام 1988، مشيرًا إلى فشل جهود المنظمات الإقليمية والدولية في إيجاد تسوية لهذا النزاع الطويل الشائك والمعقد بدءًا بمخطط التسوية الذي اقترحه الأمين العام للأمم المتحدة خافيير بيريز ديكويلار مرورًا بجيمس بيكر وفان والسوم وانتهاء بكريستوفر روس.

و الظاهر أن قضية الصحراء لن تُحل إلا بالتحلي بالحكمة والحنكة والواقعية من جهة أطراف النزاع والدول المجاورة المعنية بالموضوع، و أن المراهنة على حل القضية عن طريق الوحدة المغاربية لن يكون رهانًا خاسرًا؛ لأنه يحقق لكل الأطراف ما تطمح إليه؛ فالمملكة المغربية أقصى طموحها هو أن تبقى الصحراء الغربية يرفرف عليها العلم المغربي؛ لأنها تعاني من هاجس التجزئة ومستعدة لقبول خيارات خارج الانفصال، وإذا وُحِّد المغرب العربي فسيحلُّ علمُه محل أعلام التجزئة وهو ما ستطمئن له نفوس جبهة البوليساريو التي تعاني من عقدة الاحتلال والاستعمار وهو ما لم يكن مطروحًا في حال الوحدة المغاربية. بينما تعاني الجزائر من عقدة بسط النفوذ والتنافس مع المغرب والتمايز مع طرحها، وهو اختلاف سيختفي بعد الربيع العربي؛ لأن الأيديولوجيا الأساسية للربيع العربي هي الحرية والعدالة والمصلحة المشتركة للشعوب، وبالتالي ستغلب مصلحة سكان الصحراء التي لن تكون إلا جزءًا من كل وهي مصلحة المنطقة المغاربية كلها، فبحكم التاريخ و الوثائق الدامغة تؤكد مغربية الصحراء سواء تعلق الأمر بالغربية أو الشرقية و هذا ما يزعج كبرانات المرادية الذين يتشبثون بالحدود الفرنسية و الاستعمارية التي تركتها فرنسا ، و حتى لا يطمع المغرب في صحرائه الشرقية خلق العسكر مشكل الصحراء الغربية كما يقول المثل الشعبي (اضرب حمارك على التبن حتى لا يطمع بالشعير)

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة