ماذا وراء حضور وزير الخارجية الروسية للمغرب؟

admin
اخبار دولية
admin20 يناير 2023آخر تحديث : منذ سنتين
ماذا وراء حضور وزير الخارجية الروسية للمغرب؟

وأضاف نور الدين، في تحليله ، أنه في هذا الاتجاه “يمكن الحديث مثلا عن خروج آخر جندي فرنسي من مالي في عشت الماضي وتعويضهم بميلشيات روسية وما يسمونه “خبراء عسكريين” للتدريب، وبالموازاة مع زيارة لافروف تمّ تسليم ثماني طائرات حربية وطوافات هليكوبتر “بالمجان” إلى مالي”.

وأبرز المتحدث نفسه، أن “هذه مؤشرات على عودة الحرب الباردة وأساليب الاستقطاب الحاد بين الدول الغربية وحلف الناتو من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى”، مبرزا أن “إفريقيا هي ساحة الصراع بسبب مواردها الطبيعية والطاقية ومعادنها النفيسة، ويعول عليها لإعطاء دفعة لمعدلات نمو الاقتصاد العالمي، بعد الركود الذي أصابه، لكونها لازالت قارة بكراً بحاجة إلى استثمارات ضخمة في البنيات التحتية في كل القطاعات”.

وأشار نور الدين، إلى أن “الأهداف يختلط فيها ما هو استراتيجي بما هو اقتصادي صرف، فروسيا تحاول جاهدة فك العزلة التي فرضتها عليها الولايات المتحدة وأوروبا بعد غزوها أوكرانيا، كما تحاول إيجاد قواعد خلفية في الضفة الجنوبية لأوروبا تحسباً لما سيحمله المستقبل من تحولات في النظام العالمي ستعيد توزيع الأدوار بعد مخاض الحرب الأوكرانية والأزمة التايوانية وجائحة كوفيد 19”.

وأكد الخبير في العلاقات الدولية، أنه “رغم موقفها السيء فمازالت موسكو تتحكم في ورقة القمح حيث تسيطر على حصة 33% من واردات إفريقيا من هذه المادة الاستراتيجية، بالإضافة إلى كونها مزوداً رئيسا بالسلاح للعديد من الدول الإفريقية وعودة تواجدها العسكري المباشر أو عبر مرتزقة “فاغنر” في العديد من دول في شمال وشرق ووسط القارة السمراء”.

وأوضح المتحدث عينه، أن “هذا ما يفسر جزئياً تخصيص واشنطن خلال القمة الأخيرة مع إفريقيا والتي التأمت في دجنبر الماضي، غلافا مالياً يقدر بحوالي 2.5 مليار دولار لدعم الأمن الغذائي الإفريقي، بمعنى آخر الخروج من هيمنة روسيا”.

من ناحية أخرى، يُضف نور الدين، “يمكن اعتبار زيارة لافروف، محاولة استباقية لتحصين علاقات موسكو مع الدول الإفريقية قبل المصادقة على مشروع قانون أمريكي يفرض عقوبات على الدول التي تتعامل مع روسيا، وهو مشروع معروض منذ عدة شهور على الكونغرس”.

وأضاف أن “المغرب ليس بعيداً عن كل هذه التقاطبات، سواء على المستوى الاستراتيجي أو الطاقي أو الغذائي، ولدينا تقاليد عريقة في حفظ التوازنات بين الأقطاب منذ الحرب الباردة، وإن كان الخيار المغربي قد حُسم استراتيجيا من خلال منظار الصحراء المغربية”، مضيفا أن “كل من يرغب في التقارب مع المملكة أو تحقيق شراكات مربحة للطرفين، فهو يعرف الباب الذي يجب الدخول منه”.

وكانت الخارجية الروسية، قد خصصت يوم الإثنين 16 يناير 2023، اجتماعا مع سفير المغرب في موسكو، لطفي بوشعرة، وذلك في سياق اللقاءات المنتظمة التي يعقدها الجانبان، للدفع بالعلاقات الثنائية، وبحث الملفات ذات الاهتمام المشترك.

وكشفت الخارجية الروسية، أن الجانبان بحثا خلال هذا الاجتماع ملف الصحراء، حيث قدم سفير المغرب، لطفي بوشعرة، لنظيره نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، تصور الرباط لنزاع الصحراء وأساس حله المتعلق بمبادرة الحكم الذاتي، باعتبارها حلا جادا ذو مصداقية، معربا عن دعم المغرب لجهود الأمم المتحدة لتسوية النزاع، وكذا انخراطه بإيجابية في العملية السياسية، التي تتأسس على مقترح الحكم الذاتي المقدم سنة 2007.

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة