عيد_يناير

admin
اخبار وطنية
admin13 يناير 2023آخر تحديث : منذ سنتين
عيد_يناير

بحث في حقيقة التقويم البربري “الامازيغي” و ما يسمى عيد يناير و حكمه في الإسلام.

التقويم البربري أو الامازيغي؛ من التقويم القمري الى التقويم الشمسي اليولياني و العيد الوثني؛ تقويم يتكون من يوم واحد في السنة و لا يستخدم في أي شيء غير الاحتفال بذلك اليوم.
هكذا تم التلاعب بالتقويم البربري ” الامازيغي” و لا زالوا يفعلون ذلك الى يومنا هذا. و خلال هذا المقال تعمدت الفصل بين كلمة بربر و امازيغ لأن الامازيغ هم البدو الرحل أو النوماد Nomad من عرق صحراوي نقي، و البربر Berbère هم خليط سكان يستقرون في الجبال و الهضاب و يمارسون الفلاحة و لهذا فالاصح هو القول: تقويم بربري و ليس تقويما امازيغيا، و لكن قرنت هذه الكلمة في هذا المقال لشيوع اطلاقها في وقتنا هذا.

وفقا للكاتب جون سيرفييه (1918 – 2000) Jean Servier، فإن الطقوس المرافقة للسنة البربرية تدور حول أربعة أفكار رئيسية: القضاء على الجوع ، التنبؤ بالسنة القادمة ، تكريس تعاقب دورات الطبيعة وإستقبال القوى الخفية على الأرض. فقد كان للبربر أو الأمازيغ تقويمهم الخاص بهم يرافق وتيرة دورة الحياة النباتية , فالوقت بين فصلين محسوب بتطور القمر ، دورة كاملة أو فصل كبير هي الفترة التي تنتقل من إنقلاب لآخر, في بلاد القبائل مثلا هذه الفترات تسمى “ثيبورين أوسقاس” أبواب السنة. و يضيف ان التقويم البربري الفلاحي قد أخذه بدو شمال أفريقيا من الاقباط المصريين.
وذلك في كتاب:
Les portes de l’Année. Rites et symboles. L’Algérie dans la tradition méditerranéenne

هذا التقويم الأولي كان يرافق وتيرة الحياة الزراعية عند البربر ويبدأ مع الحرث ففي بلاد إيشاوين الخريف يطلق عليه :” ثامنزوث” أي الفصل الأول . و هذا يعني ان بداية السنة البربرية كانت في الخريف و ليس في يناير و كان لكل فصل يوم أول يعلن بداية باب جديد من ابواب السنة و ليس يوما واحداً فقط، و الى يومنا هذا مازالت قبائل البربر يحتفلون بيوم الربيع و يوم الحصاد صيفا و يوم عصر العنب خريفا و يوم جني الزيتون شتاءً. و قد كان التقويم البربري الفلاحي يعتمد على دورات القمر في ررع البذور لما لاحظوا تأثير القمر على نمو النبات. فما اصل احتفال يناير؟

بعد الاحتلال الروماني لشمال افريقيا، تم استبدال هذا التقويم القمري بالتقويم اليولياني ” Calendrier julien ” نسبة الى يوليوس قيصر (46ق.م) ، و هذا التقويم يقدم إطارا أكثر ملائمة للنشاطات الفلاحية والذي تسجل فيه المراحل الكبرى للدورة السنوية للحياة النباتية، و حساباته كانت محفوظة بينما طرأ تغيير بسيط لاسماء بعض الشهور من طرف اللهجات المحلية. مثلا عند البربر يناير(أو ينار،إناير) يوافق شهر Ianiarius ايانياريوس ( جانفي)، يبرير إلى أبريليس (أفريل ) شتمبر إلى سبتمر، جمبر إلى ديسمبر، غشت أوغست أو اوت.

و يناير أو Ianiarius يانياريوس الروماني يعني شهر الإله جانوس أو يانوس Janus إله المداخل في ميثولوجيا رومانية و يرمز للتجديد, هذا العيد لرأس السنة الرومانية يُطلق عليه أيضا أول جانفي ” calendes de janvier ” . و توجد العديد من المصادر القديمة التي تشهد على أن أول جانفي ” calends de janvier ” كان مشهورا سابقا في شمال أفريقيا. كما ان أول من أثار اشكالا حول الإحتفال بيناير كان Tertullien ( حوالي150-حوالي230) , هذا الأب للكنيسة ، بربري الأصل، كان ساخطا على الإحتفالات التي تقام كل عام بقرطاج للإحتفال بالأول جانفي calends de janvier : ” كان أغلب المسيحيين يعتقدون أنه مغفور لهم أن يتصرفوا مثل الوثنيين (…) يعتقدون أنه خلال الاحتفال بعيد ساترون وكالند saturnales et kalendes شهر جانفي أن الرب معجب بفعلتِهم؟ (…) إنه ممنوع إتباع الخرافات الوثنية” .
قرن ونصف بعد ذلك جاء دور سانت اوغيستن Saint Augustin من هيبون “عنابة حاليا” (354-430م) لينتقد بدوره الإحتفال بعيد اليانياريوس أو يناير في كتابه المشهور” مدينة الله ضد الوثنيين ”

و أما عن التقويم البربري الحديث و المسمى بالتقويم الأمازيغي فأول من وضعه هو مؤسس جمعية اتحاد الشعب الامازيغي عمار نقادي سنة 1980م و اختار سنة مرجعية لبداية التقويم البربري 950ق.م قبل الميلاد و التي توافق سنة اعتلاء الملك شيشناق (أو شيشنق أو شاشناق أو شيشاق أو شوشنق) على عرش مصر و الذي يدعي البعض انه كان امازيغي الأصل نسبته إلى جده الأعلى بويو واوا من جنوب غرب مصر أو صحراء ليبيا من قبيلة الليبو، بينما في الحقيقة شيشناق لم يحكم أية مملكة امازيغية و لم يبسط نفوذه على شمال افريقيا أو البربر، و اعتلاء شيشناق لمملكة مصر كان أشبه باعتلاء الرئيس باراك اوباما ذو الأصول الأفريقية لحكم امريكا، فهل سيقول قائل ان يوم تنصيب باراك اوباما عيد زنجي أفريقي؟!. و هذا هو نفس الملك شيشق المذكور في الكتاب المقدس لليهود، الذي استولى ونهب القدس سنة 950ق.م، و جاء في كتابهم المقدس : شيشنق (بالعبرية: שישק‏) داهم مملكة يهوذا مع حلفائه، بما في ذلك الكوشيون، اتخاذ عدد من البلدات الواقعة على التلال والإستيلاء على القدس، وكل ذلك دون قتال. شيشنق أخذ كنوز معبد سليمان من الرب وبيت الملك، وكذلك الدروع من الذهب التي عملها سليمان; رحبعام استبدلها بمثلها من النحاس.

و العجيب ان صاحب هذا التقويم الجديد نسي ان يضيف رمزا لتقويمه مثل بقية التقويمات و اختار أول ايام السنة الامازيغية وفق التقويم اليولياني بينما لا يوجد ما يؤكد ان شيشناق اعتلى عرش مصر في أول يوم من السنة الامازيغية اي ما يسمونه عيد 12 يناير، فكيف يعقل أن يكون تقويم تاريخ قديم عمره 2973 سنة بتقويم جديد؟! فكيف كان يحسب هذا العام البربري قبل ميلاد المسيح و قبل الرومان؟. و الاعجب انه يعتمد في حساب ايام الشهور على التقويم الحديث أو الغريغوري !!! و التقويم الغريغوري يتقدم بـ 13 يوما عن التقويم اليولياني كل 99 سنة (غريغورية) لأن التقويم اليولياني يعد السنة 365,25 يوماً أما التقويم الغريغوري فهو أدق و يعد السنة 365,2425 يوماً.

و من التناقضات الموجودة عند المحتفلين برأس السنة الامازيغية هو ان كل منطقة تطلق تسمية مختلفة لهذا اليوم، فبعضهم يسميه يوم العجوزة التي تحدّت الاله يناير فخرجت للعمل و الرعي بعنزاتها فجمّدها يناير بالبرد بعدما اقترض يوما جليديا من فبراير، و لهذا يحرمون العمل و الرعي في هذا اليوم خوفا من لعنة يناير كما فعل بالعجوزة. و البعض الآخر يسميه عيد الربيع (في اللغة العربية الربيع هو بداية اخضرار الأرض)، و قبل وقت غير بعيد كانوا يسمونه عيد العرب ليخالفوا به عيد رأس السنة النصرانية خلال الغزو الصليبي الفرنسي.
و نجد ان البعض يعتبرون يوم 12 يناير أول يوم من السنة الامازيغية في الجزائر بينما في المغرب يحتفلون بـ 13 يناير كأول يوم من السنة الامازيغية، و في تونس لم يتم ترسيم هذا اليوم، و أما في موريتانيا بلد الامازيغ الاصليين فلا يحتفلون بهذا اليوم مطلقا !!!

و اما عن الحكم الشرعي في احياء ما يسمى بعيد يناير و الاحتفال في هذا اليوم فراح بعض أشباه العلماء و علماء السلطان يبررون جواز الاحتفال بهذا اليوم بغير دليل من كتاب و لا من سنة ولا من اجتهاد حتى يوافقوا شهوة نظام يلبي رغبة طائفة من الناس و لو بالكذب و الخرافة و تزوير التاريخ، بل خالفوا نهيا صريحا للنبي صلى الله عليه وسلم.

فعن أنسٍ قالَ : قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهم يومانِ يلعبونَ فيهما فقالَ ما هذانِ اليومانِ قالوا كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهما خيرًا منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ أنسٌ رضِيَ اللهُ عنه: “قَدِمَ”، أي: أتى “رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم المدينةَ، ولهم يومانِ”، أي: يَوْمَا عيدٍ واحتفالٍ، وقيل: كانا يُسمَّيانِ بـ(النَّيْرُوزِ: اول السنة الشمسية عند الفرس، والمِهْرَجانِ: يوم تتحول الشمس إلى برج الميزان)، يَلعبُون فيهما، فاستفْسَرَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: “ما هذانِ اليومانِ؟”، فأجابوه، فقالوا: “كُنَّا نَلعَبُ فيهما في الجاهليَّةِ”، أي: قبلَ دُخولِ الإسلامِ إلى المدينةِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: “إنَّ اللهَ قَدْ أبدلَكم بهِما خيرًا منهما: يومَ الأَضْحَى، ويومَ الفِطْرِ”، أي: إنَّ احتِفالَكم مِن اليومِ بالفِطرِ والأَضْحَى، واتْرُكوا ما دونَ ذلك؛ فهُما خيرٌ لكم مِن شَعائرِ الجاهليَّةِ، وهذا كأنَّه نَهْيٌ عن الاحتفالِ بالأعيادِ الجاهليَّةِ، وتوجيهٌ للمُسلِمين إلى شَعائرِ الإسلام. و الله اعلم.

و السؤال يبقى يتكرر كل عام للمحتفلين بهذا العيد، هل يحتفلون بشيشنق الملك الوثني الذي نهب و خرب بيت المقدس؟! أم بعيد الإله الروماني يناريوس؟! أم بخرافة العجوزة التي حولها الإله الروماني يناير إلى صخور لا يزالون يشيرون إليها على قمة جبال جرجرة؟!
و من اجاب بأنه مجرد احتفال ببداية السنة الفلاحية فالفلاحة تبدأ بالحرث في فصل الخريف كما كان يفعل اسلاف البربر و لا تبدأ الفلاحة بالسقي في موسم الشتاء. بل سنجد أحسنهم قولا من يقول {إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون}.
Aqua Royaume

حكم الاكل من طعام الاحتفال بعيد يناير

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة