من بين المفارقات العجيبة والغريبة التي طرأت على مستوى مدينة خنيفرة انها مدينة اعتبرها المهتمون بالشأن الجغرافي جوهرة جبال الاطلس لموقعها الاستراتيجي الذي جعل منها حلقة وصل بين المدن المجاورة وخاصة الطرق المحورية من اتجاه مكناس او في اتجاه بني ملال هذه الخاصية ساعدت بشكل كبير في إحداث تجزئات سكنية ساهمت في مطلقها في توسيع المجال العمراني وارتفاع الكثافة السكانية التي يقابلها في النقيض إشكالات اجتماعية تنموية تجلت في عدم الاهتمام بالمجالات التي من شأنها تفعيل العمل التنموي الذي يستجيب لحاجيات السكان ومتطلبات المدينة وخاصة الشق المتعلق بالتنظيم والتأطير وتحسين جودة الخدمات و لعل تقاعس بعض المسؤولين بالقيام بالواجب الذي تحتمه عليهم الوظيفة المنوطة بهم ومن هذا المنطلق استيقظت مدينة خنيفرة على إيقاع انتفاضة تجار زنقة وهران تجلت في وقفة احتجاجية سلمية عبروا من خلالها عن استيائهم العميق الوضعية المأساوية التي يعقبها كساد تجاري واقعي جرأء احتلال الملك العمومي بطريقة عسوائية متعمدة ساهمت في انتشار الباعة الجائلين الذين اتخذوا من هذا القطب الاقتصادي فضاءا تجاريا حقيقيا وخلقوا سوقا عشوائيا أمام أعين المسؤولين بالملحقة الإدارية او على مستوى الجماعة الترابية هذه الوضعية أثرت بكيفية شمولية على المحلات التجارية حيث أصبح المواطن غير راغب في التفاعل و يخشى التبضع أو التسوق من هذه المنطقة نظرا لتفاقم السلوكات المخلة بالاداب والاخلاق العامة نتيحة التحرش بالمتسوقات او السرقة المتزايدة عن طريق النشل وقد سبق وان طرحت معالجة هذه الاشكالية في عدة مناسبات وطالب من خلالها التجار تهييئ وهيكلة هذا القطب التجاري كما هو الشان في بعض المدن الاخرى كسويقة باب الاحد بالرباط مثلا كما التمس التجار تفعيل الدورية الوزارية التي تنص على تحرير الملك العمومي وخاصة أن أرباب المحلات التجارية بزنقة وهران ملتزمون بأداء الواجبات الجبائية المتعلقة بالرسم المفروض على احتلال الملك العمومي للواجهة الامامية لمحلاتهم بما فيها الشمسيات الواقية ( الستائر ) عموما الوقفة الاحتجاجية نتجت بعد سلسلة من المطالب التي لم يتفاعل معها المهتمون بالشأن وهي عبارة عن رسالة قوية واضحة وفاضحة لعل الجهات المعنية أن تنظر لهذه الزنقة نظرة إيجابية .
الصدى السياسي الاعلامي : المراسلة السعدية السطاتية
المصدر : https://assadaassiassi.com/?p=16845
عذراً التعليقات مغلقة