قبل يومين حضرت مأتم فرأيت بعضهم يضحك و الآخر يقهقه و بعضهم يتحدثون في أمور اللهو… ثم سمعت أحدهم يقول : أين الطعام ؟ فيجيبه آخر بجواب ساخر فتعالت الضحكات و الأحاديث … وكأنهم لا يهتمون لأمر الميت .
رأيت صاحب المأتم جسدا بلا روح … وهو مهموم وقد طلب منه أحد أقاربه : أحضر لنا الماء رجاءً … وعندما أحضره نطق القريب بدون حياء إنه ليس ببارد !!! و هل نسيت الكأس ؟
كان صاحب المأتم يدخل و يخرج في كل مرة ليحضر شيئا ما و العرق يتصبب منه و التعب و الحزن يقتله و الناس في مجموعات يتبادلون أطراف لهو الحديث …
و هنالك كانت مجموعة من حفظة القرآن يقرأون القرآن و قلة من الناس من ينصتون لهم .
وضع الطعام و هم يأكلون و تتعالى أصواتهم كأنهم في سوق مع قهقهات و أحاديث تافهة بما فيهم بعض أصدقاء الفقيد ممن أعرفهم و بعض أفراد عائلته يتبارزون بالملاعق على الطعام وهي ترن في الصحون . فبعضهم يريد تغيير لون المشروبات من الحمراء إلى السوداء والبعض يريد المزيد من اللحم والبعض يريد المرق لأن الكسكس مضر بمعدته والآخر يريد أن يقفز من طاولة إلى أخرى .
نظرت إلى وجوه عائلة الميت وهم متعبين ومرهقين وحيارى هل الطعام يكفي لهذه الجموع أم لا ….و أنا أتذكر ملامح الفقيد و بعض وقفاته معهم و هو حي .
رجاء لا تزيدوهم هما فوق همهم
اللهم ردنا إليك ردا جميلا .
عن مجموعة الصدى السياسي
المصدر : https://assadaassiassi.com/?p=14971
عذراً التعليقات مغلقة