الأستاذ عبد الله الستوكي منارة الإعلام الوطني و ذاكرة الصحافة المغربية

admin
2021-02-22T23:17:46+03:00
اخبارغير مصنف
admin22 فبراير 2021آخر تحديث : منذ 4 سنوات
الأستاذ عبد الله الستوكي منارة الإعلام الوطني و ذاكرة الصحافة المغربية

يعد الأستاذ عبد الله الستوكي من الأقلام الصحفية المغربية المعروفة على الصعيد الوطني والدولي وهو بمثابة موسوعة متحركة ومثال للمثقف المغربي و الصحافي المهني ، فرغم قربه من الحزب الشيوعي المغربي آنذاك وحزب التقدم والاشتراكية حاليا بحكم أنه كان مناضلا شيوعيا نشيطا في الحزب الشيوعي المغربي في تركيبته الأولى، ثم ضمن التيار اليساري المتطرف، الذي كان من بين قادته أبراهام السرفاتي، والشاعر عبد اللطيف اللعبي ، إلا أنه عرف كيف يحافظ على التوازنات في علاقة مع كل التيارات، بما فيها الراديكالية والرجعية رجل عصامي صنع نفسه بنفسه ، بدأ دراسته بمدينة مراكش وبعد حصوله على الباكلوريا انتقل إلى موسكو مع أصدقاء دربه من التيار الشيوعي ودرس هناك، بدأ مشواره الصحفي منتصف الستينات بوكالة المغرب العربي للأنباء إلى جانب الراحل المهدي بنونة ، كما شغل منصب رئيس تحرير بيومية “لاديبيش” (القصاصة) التي أسست لخلق نوع من التوازن بين الصحف المغربية في تلك الفترة، بعد أن كانت جريدتا “l.opinion” و”le petit marocain” الوحيدتان في الساحة آنذاك، وشغل منصب مدير لمجلة أنفاس الثقافية كما كان له الفضل في تأسيس العديد من الجرائد الحزبية كرسالة الأمة لحزب الاتحاد الدستوري وجريدة الميثاق لحزب التجمع الوطني للأحرار، وهو مدرسة قائمة الذات في المجال الإعلامي، ويرجع له الفضل في استقطاب العديد من الشخصيات التي لم تكن لها اهتمامات صحفية، ولكن بفضل الاستاذ عبد الله الستوكي ولجوا مجال الصحافة، الذي كان حكرا على مجموعة من الناشرين خصوصا ناشري الصحف الحزبية، التي كانت وحدها في الساحة، ولولا المجهودات التي كان يقوم بها لما ظهرت الصحف المستقلة والصحف الحديثة
عبد الستوكي هو ذاكرة الصحافة المغربية إضافة إلى أنه معلمة ثقافية ومنارة في الإعلام الوطني، لأنه يختزن في ذاكرته تاريخ الصحافة الوطنية، ليس فقط لأنه مارسها منذ عقود طويلة، وإنما لأنه مارسها في أوقات دقيقة وخاصة في فترة السبعينات التي تعد مرحلة حاسمة في تاريخ المغرب الحديث، بما عرفته من تعاقب أحداث تاريخية بخصوص قضية الصحراء المغربية، بما فيها محكمة العدل الدولية في لاهاي، وما تبعها من تأسيس لجنة لتقصي الحقائق، ثم بعد ذلك تنظيم المسيرة الخضراء سنة 1975، فكان الاستاذ عبد الله الستوكي، بصفته مديرا للإعلام بوزارة الإعلام آنذاك ، يبذل جهدا كبيرا ومشقة بالغة بسبب حساسية وخطورة الملف، وأيضا لأن أنظار العالم كانت متجهة نحو المغرب ، وكانالاستاذ الستوكي هو المكلف بعملية التنسيق لاستقبال الصحافيين الأجانب ومدهم بالمعلومات اللازمة حول النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، وتوفير جو العمل المهني بشكل يرضي الجميع، وكان بطبيعة الحال الرجل المناسب في المكان المناسب
وعلى الرغم من مسؤولياته الكبيرة ،إلا أنه لم يتخلى عن شغفه بالكتابة فكان يكتب من حين لآخر مقالات في الجرائد الوطنية ، خصوصا في مجال الفن التشكيلي، كما كتب سيناريو مسرحية باللغة الفرنسية تحت عنوان “كو موليير”، ” Que Molière ” وهي من أول المسرحيات التي ألفت في المغرب
كل هذا الرصيد المعرفي والمهني الذي يتمتع به الاستاذ عبد الله الستوكي جعله ينأى بنفسه من أن ينخرط في التفاهات المثارة في الساحة الصحافية، في السنوات الأخيرة ويكتفي بكتابة بعض المقالات الرصينة دون الاشتغال مع أي جريدة على الرغم من أنه يعيش ظروفا اجتماعية صعبة ومع ذلك فللرجل أنفة وعزة تغنيه عن الناس

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة