هل نجحت الدبلوماسية المغربية في ترويض نظيرتها الألمانية وإجبارها على تغيير لهجتها؟ خبراء يجيبون

admin
اخبار دولية
admin9 ديسمبر 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات
هل نجحت الدبلوماسية المغربية في ترويض نظيرتها الألمانية وإجبارها على تغيير لهجتها؟ خبراء يجيبون

في ظل الأزمة السياسية التي تعرفها العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وألمانيا، أكدت الأخيرة يوم  الثلاثاء في بيان نشرته السفارة الألمانية بالرباط على ”فيسبوك”، أن “المملكة المغربية شريك مهم”، مشيرة إلى أن “استئناف العلاقات سيكون في مصلحة البلدين”.

وأضاف ذات البيان، أن ألمانيا ”مستعدة لشراكة تتطلع إلى المستقبل على قدم المساواة”، كما ترحب” بتطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، الذي تم في العام الماضي”، نافيا أن ”يكون لجهاز الاستخبارات الألمانية علاقة بالتقرير المنسوب للباحثة السويسرية إيزابيل فيرينفيلس”.

انطلاقا من ذلك، فهل نجحت الدبلوماسية المغربية في ترويض نظيرتها الألمانية وإجبارها على تغيير لهجتها تجاه المغرب بعدما كانت تحاول عزله والتدخل في شؤونه ؟ أم أن ألمانيا أحست بأن مصالحها مع المغرب مهددة، في ظل التقارب المغربي الإسرائيلي، خصوصا وأن بيان السفارة الألمانية بالرباط أشار الى ترحيب ألمانيا بعودة العلاقات بين المغرب وإسرائيل، ولماذا تجاهل هذا البيان قضية الصحراء المغربية؟
واقعية و ذكاء الدبلوماسية المغربية

محمد بودن رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية و المؤسساتية، قال إن الدبلوماسية المغربية تتعامل بواقعية وبرغماتية وتدرج في إظهار النبرة اللازمة عندما يتعلق الأمر بالمصالح الوطنية والسيادة، إذ أن المغرب يتعامل بذكاء في إطار استثمار التناقضات داخل الاتحاد الأوروبي بخصوص ملف الهجرة والمواقف الأخرى بشأن مشاكل إقليمية”.

وأضاف بودن في تصريح له، أن المغرب مارس ضعوطا مهمة بالتموقع في ملفات لألمانيا مصلحة فيها، لكي تصحح هذه الأخيرة مواقفها تجاه المغرب و منه الإقتناع بأن هناك أولوية في المصالح المشتركة بين البلدين”، مبرزا أن اللغة السائدة حاليا في مجال العلاقات الدولية هي لغة التعاون والمصلحة، لذا فألمانيا ستفضل الشريك الذي يتطور بسرعة ويفي بالتزماته، وهو المغرب الذي يتوفر على ذلك”.

انتخاب أولاف شولتز مستشارا جديدا لألمانيا صفحة جديدة في العلاقات مع المغرب
إن انتخاب أولاف شولتز يوم أمس الأربعاء مستشارا اتحاديا جديدا لألمانيا خلفا لميركل قد يكون حسب بودن، بمثابة ”صفحة جديدة في مسار العلاقات الألمانية المغربية، كما قد يعطي زخما ايجابيا، لأن شولتز زعيم اشتراكي قادرا على مجابهة الأزمات والتحديات وبناء مستقبل لهذه العلاقات على أسس اقتصادية وسياسية وغيرها”، يردف الخبير.

وفي ذات السياق، أشار بودن إلى أن ألمانيا كانت تتمتع بمكانة خاصة لدى المغرب، إلا أن مواقفها الأخيرة تجاه الوحدة الترابية للممكلة جعلت المعايير تتغير، لكن هذا المسار يمكن استرجاعه من خلال توضيح برلين لموقفها بخصوص سيادة المغرب على صحرائه، كما أن شولتر له مواقف معتدلة حول الهجرة ومكافحة الإرهاب، مما يمكنه من بناء توافقات بينه وبين المغرب”.

محاولة ألمانيا لتجاوز أضرار قطع العلاقات مع المغرب
رشيد الأمين أستاذ العلاقات الدولية بفاس، أوضح أن بيان السفارة المذكور ”يحمل بين ثناياه دلالات على محاولة ألمانيا لتجاوز الأضرار التي لحقت مصلحة البلدين، سعيا إلى بناء شراكة تتطلع إلى المستقبل على قدم المساواة”، مبرزا أن القارئ للبيان لا يلحظ على الأقل في جانب منه أنه يتسق مع ما ورد على لسان ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي يوم السبت الماضي، عندما أكد على أن العلاقات المغربية الألمانية تحتاج إلى مجهود وفق منطق يراعي الوضوح والمعاملة بالمثل”.

وأكد الأمين، في تصريح له، أن البيان الأخير عبر عن ترحيب ألمانيا بتطبيع العلاقات المغربية مع اسرائيل وما حمله معه من مواقف الدول الأجنبية بخصوص القضية الوطنية، لكنه تجاهل الحديث بشكل صريح عن قضية الصحراء التي كانت سببا في خلق هذه الأزمة، مما يوحي بأن الثابت في الموقف الألماني هو رفض الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه”.

إدراك ألمانيا لأهمية المغرب إقليميا
الأكاديمي عبد الفتاح بلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاضي عياض بمراكش، قال إن ألمانيا تحاول أن تتجاوز ”الأسباب التي أدت إلى الموقف المغربي والذي برز في بلاغ وزارة الخارجية المغربية ”.

وأضاف الخبير في العلاقات الدولية ، أن هناك ملفات أساسية ومهمة حول الأزمة السياسية بين المغرب وألمانيا، منها ما يتعلق ”بالقضية الوطنية الأولى للمملكة وهي الصحراء المغربية، والدور الإقليمي للمغرب بخصوص الملف الليبي، أما المسألة الثالثة فتتعلق حسب بلعمشي بالأمور الاستخباراتية”.

وحسب بلعمشي، فإن الموقف الغير الواضح لألمانيا خلال هذه المدة، خصوصا أمام التطورات المهمة التي عرفتها العلاقات المغربية مع كل من إسرائيل وأمريكا، جعلها أمام خيارين; إما استرجاع العلاقات الألمانية المغربية إلى طبيعتها بما يخدم المصالح المتبادلة والمشتركة (كما أشار بيان السفارة إلى ذلك)، أو استثمار المعطيات الجديدة بحيث أن التقرير الذي تم نفيه لا يخدم مصلحة المخابرات الألمانية، كما أنها أدركت أهمية المغرب إقليميا.

ويذكر، أن المغرب قرر خلال شهر مارس الماضي “تعليق كل  اتصال أو تعاون مع السفارة الألمانية في الرباط ومع كل المؤسسات الألمانية التابعة لها”، تلاه استدعاء السفيرة المغربية في برلين  زهور العلوي من أجل التشاور، حيث أوضح بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية المغربية أنه من بين أسباب هذا القرار هو اتخاذ ألمانيا “موقفا سلبيا بشأن قضية الصحراء المغربية، إذ جاء هذا الموقف العدائي في أعقاب الإعلان الرئاسي الأمريكي، الذي اعترف بسيادة  المغرب على صحرائه، وهو ما يعتبر موقفا خطيرا لم يتم تفسيره لحد الآن”.

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة