الملك الحسن الثاني.. باني الدولة الحديثة وصاحب البصمة الراسخة في تاريخ المغرب

الصدى السياسي
غير مصنف
الصدى السياسي6 أكتوبر 2025Last Update : شهر واحد ago
الملك الحسن الثاني.. باني الدولة الحديثة وصاحب البصمة الراسخة في تاريخ المغرب

يُعتبر الملك الراحل الحسن الثاني أحد أبرز القادة الذين بصموا التاريخ المغربي المعاصر، بما حمله من رؤية سياسية عميقة وحكمة في تدبير الأزمات الداخلية والخارجية، جعلت منه شخصية استثنائية تركت أثرًا لا يُمحى في وجدان الشعب المغربي.

وُلد الحسن الثاني يوم 9 يوليوز 1929 بمدينة الرباط، وتلقى تعليمه في المعهد المولوي ثم بفرنسا، حيث درس القانون. تميز منذ شبابه بذكاء لامع وحضور قوي، وكان قريبًا من والده الملك محمد الخامس الذي أعدّه ليكون خليفة له في قيادة المملكة.

بعد وفاة والده سنة 1961، تولى الحسن الثاني العرش، فوجد نفسه أمام تحديات كبرى تتعلق ببناء مؤسسات الدولة الحديثة، وترسيخ الوحدة الوطنية، في زمن كانت فيه المنطقة تعيش تحولات سياسية كبرى.
قاد الراحل إصلاحات دستورية متتالية، وأسس نظامًا برلمانيًا ملكيًا، رغم ما طبع بعض فترات حكمه من توترات سياسية وصراعات داخلية، إلا أنه استطاع أن يحافظ على استقرار الدولة المغربية ووحدتها الترابية

ومن أبرز إنجازاته التاريخية المسيرة الخضراء سنة 1975، التي تُعد ملحمة وطنية خالدة استطاع من خلالها استرجاع الأقاليم الجنوبية بطريقة سلمية، وجسّد من خلالها عبقرية سياسية نادرة، جمعت بين الإيمان الشعبي والحنكة الدبلوماسية.

كما عمل الحسن الثاني على تحديث المغرب في مجالات التعليم، البنية التحتية، والدبلوماسية الخارجية، فكان صوت المغرب مسموعًا في المحافل الدولية، واحتفظ بعلاقات متوازنة مع الشرق والغرب في فترة من أصعب المراحل العالمية.

رغم الجدل الذي رافق بعض مراحل حكمه، فإن التاريخ يشهد له بأنه رجل دولة بامتياز، استطاع أن يترك وراءه مغربًا متماسكًا، مهيأً للانتقال إلى عهد جديد من التنمية والإصلاحات التي واصلها نجله الملك محمد السادس

رحم الله الملك الحسن الثاني، رجل المواقف الصعبة، وصانع أمجاد المغرب الحديث، الذي ظلّ حتى آخر أيامه يحمل همّ الوطن ووحدة الشعب.

Short Link

Sorry Comments are closed