إبراهيم بن مدان
شهدت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، مساء يوم الجمعة 3 أكتوبر 2025، فعاليات ندوة وطنية هامة نظمتها منظمة “جيل تمغربيت” تحت شعار “السيادة الإعلامية… من أجل مناعة وطنية في زمن الحروب الرقمية”. وقد مثلت الندوة، التي أدارتها الإعلامية هاجر بوخزّوعة، محطة فكرية لإطلاق حوار وطني حول تحديات المشهد الإعلامي في عصر التحولات الرقمية والحروب الإلكترونية.
السيادة الإعلامية كخيار استراتيجي
في ظل التسارع الرقمي غير المسبوق، أضحت الحروب الإلكترونية سلاحاً ناعماً يستهدف وعاء المجتمعات ويؤثر على استقرار الدول. جاءت هذه الندوة لتسلط الضوء على الدور المحوري للإعلام الوطني كخط دفاع أول لتحصين المجتمع ضد هذه التحديات. وأكد المشاركون أن تحقيق “السيادة الإعلامية” لم يعد رفاهية، بل هو مسألة ذات بعد أمني وقومي، تساهم في بناء مناعة فكرية للوطن.
محاور النقاش: من التحديات إلى سبل المواجهة
شارك في هذا اللقاء نخبة من الأكاديميين والخبراء والإعلاميين، قدموا تحليلات عميقة للمشهد الراهن، وهم:
· علي كريمي، أستاذ جامعي وخبير في الإعلام وحقوق الإنسان.
· هشام المعلوي، أستاذ الإعلام والعلوم القانونية بجامعة ابن طفيل.
· حنان رحاب، نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية.
· حسين ساف، خبير في الإعلام الرقمي وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي.
تناولت المداخلات مجموعة من المحاور المحورية، أبرزت:
1. دور الإعلام الوطني في مواجهة الأخبار الزائفة: حيث تم التأكيد على أن وسائل الإعلام الوطنية الموثوقة هي الحصن المنيع في مواجهة موجات التضليل والمعلومات المغلوطة التي تنتشر كالنار في الهشيم عبر المنصات الرقمية.
2. الذكاء الاصطناعي وتشكيل الرأي العام: ناقش الخبراء التأثير المزدوج للذكاء الاصطناعي، كأداة يمكن استخدامها لنشر المعلومات بشكل أسرع، وفي نفس الوقت كسلاح خطير لخلق واقع افتراضي وتوجيه الرأي العام بطرق غير أخلاقية.
3. تطوير التشريعات الإعلامية والرقمية: أشار المتدخلون إلى الحاجة الملحة لتطوير الأطر القانونية والتشريعية لحماية الأمن الإعلامي والرقمي، ومواكبة المستجدات التكنولوجية التي تتطلب تشريعات رادعة للحفاظ على الفضاء الرقمي الوطني.
خارطة طريق نحو مناعة إعلامية
خلصت الندوة إلى جملة من التوصيات، أبرزها الدعوة إلى:
· الاستثمار في التكوين الإعلامي والتربية الرقمية، وغرس ثقافة النقد والتحليل لدى مختلف شرائح المجتمع، بدءاً من المدرسة.
· تعزيز ثقة المواطن في وسائل الإعلام الوطنية من خلال الالتزام بأعلى معايير المهنية والدقة والموضوعية.
· تبني استراتيجية شاملة للسيادة الإعلامية تعتمد على تطوير الكفاءات المحلية وتحديث البنى التحتية للإعلام العمومي.
وفي الختام، أجمع المشاركون على أن الحفاظ على السيادة الإعلامية هو مسؤولية مشتركة بين الدولة ومؤسسات الإعلام والمجتمع المدني والفرد على حد سواء، مؤكدين أن الوعي الرقمي هو السلاح الأهم في معركة الحفاظ على الهوية والاستقرار في زمن أصبحت فيه الحروب الإعلامية أشد فتكاً من الحروب التقليدية.
Source : https://assadaassiassi.com/?p=43382





Sorry Comments are closed