رغم الطابع الديني والاجتماعي الذي يُميز ليلة عاشوراء، لم تخلُ أجواء هذه المناسبة من مظاهر الفوضى والانفلات، حيث تحولت بعض الأحياء في مدن مغربية عديدة إلى مساحات للفوضى والتخريب، وسط استغلال مفرط للشماريخ والمفرقعات، وإشعال “الشعالة” في ظروف غير مراقبة.
في عدد من الأحياء الشعبية، خصوصًا في مدن مثل الدار البيضاء وسلا وفاس وتمارة، خرجت مجموعات من القاصرين والشباب في استعراضات “الكواريت”، مستعملين المفرقعات النارية بشكل عشوائي، مما تسبب في تسجيل عدة إصابات وحالات هلع في صفوف المواطنين، خاصة الأطفال وكبار السن.
كما سجلت تدخلات أمنية متكررة لفضّ تجمعات خطيرة، وضبط عناصر متورطة في بيع أو استعمال مواد محظورة، بينها مفرقعات مستوردة بطرق غير قانونية. وقد تم توقيف عدد من المشتبه فيهم، ضمنهم قاصرون، للاشتباه في تورطهم في أفعال تهدد سلامة الأشخاص والممتلكات.
ورغم الحملات التوعوية التي تقوم بها فعاليات جمعوية ومدنية كل سنة، ما زالت عاشوراء تُستغل من طرف البعض لتحويلها إلى مناسبة للفوضى، بدل أن تكون لحظة فرح عائلي واحتفاء ثقافي وتراثي.
وفي هذا السياق، دعا عدد من المتتبعين إلى ضرورة إعادة النظر في التعاطي الرسمي مع عاشوراء، من خلال تنظيم أنشطة بديلة موجهة للأطفال والشباب، وتوفير فضاءات آمنة للاحتفال، إلى جانب تشديد المراقبة على تجارة المفرقعات التي تُهرّب سنويًا وتُستخدم بطرق خطيرة.
ويبقى الأمل قائمًا في أن تستعيد عاشوراء طابعها الأصيل، كرمز للتضامن والفرحة الشعبية، بعيدًا عن مشاهد الفوضى والكواريت التي تُهدد أمن الأحياء وطمأنينة السكان.
Source : https://assadaassiassi.com/?p=41001
Sorry Comments are closed