التهافت على شراء اللحوم رفع أسعارها بشكل غير مسبوق

الصدى السياسي
2025-06-05T23:15:12+03:00
اخبار وطنية
الصدى السياسي5 يونيو 2025Last Update : شهر واحد ago
التهافت على شراء اللحوم رفع أسعارها بشكل غير مسبوق

الصدى السياسي : رشيد هيلال

يتداول في الأوساط الشعبية المغربية هذه الأيام نقاش حاد حول الإقبال الكبير على شراء اللحوم الحمراء و”الدوارة” (أحشاء الأضحية)، وذلك استعدادا لعيد الأضحى الذي يحل هذا العام في ظروف استثنائية. يأتي هذا التهافت رغم القرار الملكي السامي بمنع ذبح الأضاحي للحفاظ على القطيع الوطني، في ظل سنوات الجفاف المتتالية وارتفاع تكاليف الأعلاف، بالإضافة إلى أزمة القدرة الشرائية التي يعاني منها المواطنون.

ارتفاع صاروخي في الأسعار

أدى هذا الإقبال المفاجئ إلى ارتفاع صاروخي في أسعار لحوم الغنم، حيث قفز ثمن “الدوارة” من 150 أو 200 درهم ليصل إلى 700 درهم، مع توقعات باستمرار هذا الارتفاع مع اقتراب يوم العيد. كما ارتفع ثمن “الحولي” (الخروف) في بعض المناطق إلى أكثر من 1500 درهم، بعد أن كان قد شهد انخفاضا ملحوظا فور صدور القرار الملكي السامي. وقد لجأ البعض إلى الاشتراك في شراء الأضحية لتقاسم التكلفة، رغم المنع الصريح.

تساؤلات حول معنى العيد

يتساءل العديد من المتتبعين عن سر هذا الإقبال اللافت على شراء اللحوم رغم وضوح القرار الملكي السامي. هل تحولت المناسبة الدينية التي ترتبط بقيم التضحية والتكافل إلى مجرد فرصة لاستهلاك اللحم بأي ثمن؟ وهل أُفرغ العيد من معانيه الروحية وتحول إلى طقس جسدي محض قائم على “التشنشيط” و”الشواء”، بغض النظر عن الأبعاد الدينية والاجتماعية لهذه الشعيرة الإسلامية؟

دعوة إلى إعادة فهم فلسفة العيد

يؤكد بعض المتتبعين أن ما يحدث في أسواق اللحوم يثير الكثير من علامات الاستفهام حول فهم عدد من المواطنين لفلسفة عيد الأضحى. ويشيرون إلى أن البعض بات يعتبر هذه المناسبة مجرد فرصة لـ”أكل اللحم”، حتى وإن أدى ذلك إلى أزمة مادية ما بعد العيد.

إن ما يجري في الأسواق اليوم يعكس تحولا مقلقا في فهم كثير من المواطنين للمناسبات الدينية. ويؤكد هذا الوضع الحاجة الماسة إلى دور أكبر للعلماء والمجالس الدينية والمجتمع المدني في التوعية بمقاصد الشعائر الإسلامية. يجب توضيح أن عيد الأضحى ليس فقط مناسبة للاستهلاك، بل هو محطة للتأمل، والتضامن، والامتثال لأوامر الله في إطار من التوازن والعقلانية والرحمة والتضحية. فالأولى أن نضحي بشهواتنا على الأقل حتى تمر أيام العيد بسلام دون أن يشعر أي مواطن بالحرج، خاصة وأن هناك فئات كثيرة لا تمتلك الإمكانات للاحتفال بهذه الطريقة.

Short Link

Sorry Comments are closed