في إطار الاحتفال بالذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، نظمت عمالة إقليم خنيفرة صباح يوم 23 ماي الجاري ندوة علمية كبرى تحت عنوان: “دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تنمية الطفولة: رؤية استراتيجية لخدمة الرأسمال البشري”، وذلك بحضور ثلة من المثقفين، والمنتخبين، وفعاليات المجتمع المدني، بالإضافة إلى أطر صحية وتربوية مرموقة.
وقد أشرف على الندوة السيد الكاتب العام للعمالة، فيما تولى تسيير فقراتها الدكتور الحسن أبا، وشكلت مناسبة لاستعراض منجزات المبادرة بالإقليم في مجالي الصحة والتعليم، ومدى انعكاسها الإيجابي على الطفولة والأمومة.
رعاية صحية شاملة للأم والطفل
ضمن أشغال الندوة، قدمت السيدة مريم معيلوش، إطار بوزارة الصحة، عرضًا مفصلًا حول برنامج تتبع الحمل والولادة، الذي بلغ مرحلته الثالثة، مستهدفًا تحسين صحة الأم والطفل، خصوصًا بالمناطق النائية، من خلال إحداث دور الأمومة وتوفير وسائل النقل الصحي وتنظيم حملات تحسيسية لتغيير السلوك المجتمعي.
وقد تم إنشاء وتجهيز ست دور للأمومة بالإقليم، تقدم خدمات الإيواء والتغذية والتوعية الصحية للنساء في فترات ما قبل وبعد الولادة، إلى جانب تخصيص سيارات إسعاف لضمان تنقل آمن للحالات العادية والطارئة.
وسلطت السيدة معيلوش الضوء على الحملة الوطنية لتتبع الحمل الممتدة من 7 أبريل إلى 8 ماي 2025، المنظمة بشراكة بين وزارة الصحة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تحت شعار: “نعجلو ونكملو زيارات تتبع الحمل… نحافظو على صحة الأم والطفل”، والتي تهدف إلى تقليص وفيات الأمهات والرضع من خلال تعزيز التتبع الصحي خلال فترة الحمل والألف يوم الأولى من عمر الطفل.
كما استعرضت المتدخلة استراتيجية التواصل من أجل التغيير السلوكي والاجتماعي، التي تعتمد مقاربة القرب، والانفتاح على الفاعلين المحليين، واستخدام أدوات تواصل مبسطة تتماشى مع الثقافة المحلية.
التعليم الأولي: منجزات وتحديات
من جانبه، أكد الأستاذ لحسن مامو، المسؤول الإقليمي للمؤسسة المغربية للتعليم الأولي، أن نسبة التمدرس بالتعليم الأولي على المستوى الوطني عرفت تطورًا ملحوظًا، حيث انتقلت من 5% إلى 61% سنة 2024، في حين بلغت التغطية بإقليم خنيفرة ما بين 19% و41% حسب الدوائر.
وقد تم إحداث 94 وحدة و95 قاعة بين سنتي 2019 و2025، استفاد منها ما يفوق 2750 طفلًا وطفلة، فيما بلغ عدد المستفيدين خلال الموسم الدراسي 2024-2025 حوالي 1065 طفلًا. كما أشار إلى تعزيز الوعي الأسري بأهمية التعليم الأولي، إلى جانب بحث سبل توفير النقل المدرسي للمناطق المعزولة.
وأشار إلى نقل 80 من أصل 95 قاعة إلى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، في إطار اتفاقية الشراكة، على أن يُستكمل نقل ما تبقى لاحقًا.
وفي الجانب الصحي، أطلقت المؤسسة مبادرة “صحة وسلامة الطفل” بشراكة مع عدة مؤسسات، شملت فحوصات في تخصصات طب الأطفال، وطب العيون، والأسنان، والأنف والحنجرة، استفاد منها أكثر من 1100 طفل خلال قافلتين طبيتين سنتي 2024 و2025.
دور المبادرة في تجويد التعليم ومحاربة الهدر المدرسي
وفي مداخلة ختامية، أكدت الأستاذة صفاء قسطاني، المديرة الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بخنيفرة، أن المبادرة الملكية، منذ إطلاقها سنة 2005، أسهمت في تعزيز التنمية الاجتماعية ومحاربة الفقر والهشاشة عبر برامج ميدانية ساهمت في تقليص الهدر المدرسي، خصوصًا في العالم القروي.
وأشارت إلى مساهمة المبادرة في بناء وتجهيز وحدات التعليم الأولي، وتوفير المربيات، وبناء دور الطالب والطالبة، فضلًا عن دعم برنامج “مليون محفظة”، وتوسيع خدمات النقل المدرسي، مما ساهم في تقليص الفوارق المجالية وتحسين ظروف التمدرس.
كما أبرزت السيدة قسطاني مساهمة المبادرة في تأهيل المؤسسات التعليمية وتعزيز الأنشطة الموازية والدعم التربوي، داعية في ختام عرضها إلى استمرار التعبئة لضمان استدامة هذه البرامج وتحقيق الأثر التنموي المنشود.
الوسائط التوثيقية: رافعة للتواصل والتأثير
تميزت العروض المقدمة بدعمها بوسائط سمعية بصرية وثائقية، عززت مصداقية المعطيات وأضفت طابعًا ملموسًا على العروض، من خلال مشاهد حية وشهادات واقعية، مما ساهم في تعزيز تفاعل الحاضرين مع المواضيع المطروحة.
وقد شكل هذا التوثيق السمعي البصري خيارًا استراتيجيًا من قبل القائمين على المبادرة، إدراكًا منهم لقيمة الصورة في إيصال الرسالة، وتأكيدًا لما يقال عنه دائمًا: “الصورة أبلغ من ألف كلمة”.
السعدية السطاتية
Source : https://assadaassiassi.com/?p=39979
Sorry Comments are closed